الهديل

عيد بأية حال عدت يا عيد

عيد بأية حال عدت يا عيد

بقلم الشيخ مظهر الحموي

رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في الجمهورية اللبنانية

كم وكم كتبنا وخطبنا منذ سنين في أعياد سابقة ونحن نستعير إفتتاحية قصيدة المتنبي التي ظننا انها باتت مملة وقد ذهب رونقها وبهت صداها عندما كنا نردد ومنذ عشرات السنين
عيد بأية حال عدت يا عيد
مما يدل على أن أعيادنا تحولت إلى مآسي تضاف فوقها مآسي ونكبات، لا نكاد ننتهي من أحدها حتى تطل علينا مصائب أخرى ، حتى أصبحت المصائب تصابحنا وتماسينا تراوحنا وتغادينا..
ترى هل إستطعنا إيجاد حل لأحد هذه المآسي والمصائب والنكبات والنكسات أم أنها تتراكم فوق بعضها كما قال الشاعر : وتكسرت النصال على النصال
ولم يعد هناك موطئ قدم في بلاد المسلمين إلا وكما قال الصحابي سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه ، ليس في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وهأنذا أموت على فراشي …فلا نامت أعين الجبناء.
الفرق أن شروخ وجروح أمتنا المتنوعة على طول جسد بلادنا واراضينا ، تنضب بالذل والخذلان ، وتنضح بالجبن والعار ، وتمتلئ مهانة وإستسلاما ، على خلاف جراح خالد بن الوليد ، جراح النبل والجهاد والشهامة والذود في سبيل الله..
أيها المتنبي ، أعد علينا مطلع قصيدتك ( عيد بأية حال عدت يا عيد ) فإننا لم نملها وهي صالحة لكل عيد وفي كل زمان ومكان
أعاد الله عليكم هذا العيد بأعياد عديدة ومديدة
وأنتم في أحسن حال وأهدأ بال وأرغد عيش وأمتنا الإسلامية تعيش في يمن وأمان وبركة وسلام وإطمئنان وعز ومجد ونصر على الأعداء إن شاء الله

كل عام وأنتم الى الله أقرب

أخوكم الشيخ مظهر الحموي

عضو اللجنة القضائية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى

Exit mobile version