الهديل

خاص الهديل: بايدن لنتنياهو: جاءت لحظة أن تقرر واشنطن عن إسرائيل كل ما عليها فعله..

خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة 

قطع أمس بايدن إجازته وعاد إلى البيت الأبيض ليواكب أحداث الشرق الأوسط والهجوم الإيراني على إسرائيل. 

ومنذ اللحظة الأولى لبدء انطلاق المسيرات الإيرانية من داخل إيران، وضع بايدن خطين إثنين أحمرين أعلن أن واشنطن لن تسمح بتجاوزهما خلال هذه المرحلة الجديدة من حرب غزة: 

الأول هو إعلان التزام الولايات المتحدة الأميركية بالدفاع عن أمن إسرائيل. 

وقصد بايدن بهذه الرسالة إيضاح أمرين إثنين، الأول أن خلاف إدارته مع نتنياهو لا يعني أن البيت الأبيض سيتخلى عن حماية إسرائيل.. الأمر الثاني يتمثل بإظهار أن بايدن يدرك أن خطة نتنياهو الأساسية هي توريط أميركا وإيران في حرب بينهما لا يريدانها؛ ومع ذلك فإن قرار بايدن هو احتواء خطة نتنياهو وحماية إسرائيل من نتنياهو ومن أي تحد أمني تواجهه.  

ولكن السؤال الآن هو ماذا سيحدث على مستوى علاقة بايدن بنتنياهو بعدما نجح الأخير بإظهار قدرته على احتواء الأخطار الإقليمية التي تحدق بالكيان العبري؟؟.

إحدى الإجابات المطروحة ترى أن نتنياهو بعد ليلة أمس، ضعف موقعه كثيراً بمواجهة بايدن؛ وما سيحدث هو أن الأخير سيقول له: رجاء يا بيبي ابتعد قليلاً.. وسيجلس هذه المرة بايدن مكان نتنياهو ليفاوض عن إسرائيل في مسائل إبرام هدنة في غزة، وإطلاق الأسرى ووقف إطلاق النار مع لبنان وطي صفحة حرب غزة وفتح صفحة التوجه نحو حل الدولتين كمسار سياسي لا عودة عنه، كما قال مؤخراً وزير خارجية بريطانيا، الخ.. 

 

والواقع أن هذه الإجابة تعني التسليم بانتهاء لعبة نتنياهو داخل حرب غزة والمتمثلة بسعيه لإطالة أمدها ريثما يحصل التغيير الذي ينتظره داخل البيت الأبيض؛ ويعني أيضاً إزاحة عقبة نتنياهو من أمام تحقيق ما يسمى بعقيدة بايدن تجاه الشرق الأوسط والتي تهدف إلى تحقيق أمن مستديم لإسرائيل؛ ولكن من خلال التوصل لخطوتين متلازمتين: التطبيع بين إسرائيل والسعودية من جهة وحل الدولتين من جهة ثانية، علماً أن نتنياهو يرفض تلازم هاتين الخطوتين؟!،. 

 

مع فجر هذا اليوم كتب نتنياهو على منصة إكس: نجحنا في إحباط الهجوم الإيراني.. ومعاً ننتصر!.

 

.. هذا التعليق لفت نظر مراقبين، واعتبروه إشارة مبكرة من قبل نتنياهو بخصوص أنه رغم انكشافه أمام حاجته لحماية أميركا في الإقليم؛ إلا أنه لن يترك مقعده لبايدن كي يفاوض عنه بخصوص مستقبل إسرائيل!!. والسؤال هل ينجح نتنياهو بذلك، بعد كل ما ظهر جلياً منذ ٧ أكتوبر حتى الآن، بأنه لا أمن وجودي لإسرائيل لا في غزة ولا في الإقليم خارج مظلة الحماية الأميركية.

 

الخط الأحمر الثاني الذي وضعه بايدن بوجه أحداث ليلة أمس الإقليمية، هو أنه ممنوع على نتنياهو أن يرد على الهجوم الإيراني إلا بعد التشاور مسبقاً مع البيت الأبيض. 

 

وهنا كلام جديد لبايدن، حيث لأول مرة يضع البيت الأبيض شرطاً على إسرائيل يتعلق بالتدخل بقراراتها السيادية، بمقابل حمايتها..

 

وفي حين أن نتنياهو يناور ويرفض الخط الأحمر الذي وضعه بايدن بوجه اقتحام إسرائيل رفح؛ فإنه هذه المرة لم يستطع لا أن يناور ولا أن يرفض الخط الأحمر الذي وضعه بايدن بوجهه بخصوص الرد على الهجوم الإيراني.

 

قبل فترة قصيرة، وتعليقاً على موقفه من خلافه مع بايدن؛ قال نتنياهو أن إسرائيل ليست جمهورية موز؛ وقال ما معناه أن قرار إسرائيل موجود في تل أبيب وليس في واشنطن، الخ..!!. 

هذا الصباح يكتشف نتنياهو الحقيقة المركبة التي يعرفها، ولكنه يعلن عكسها؛ وهي أولاً أن إسرائيل فاقدة لشروط الوجود خارج مظلة الحماية الاميركية ليس فقط العسكرية بل السياسية والجيوسياسية؛ وثانياً ان وجود إسرائيل في الإقليم لا يمكن تحقيقه إلا إذا قبلت إسرائيل أن تكون إحدى ولايات الولايات المتحدة الأميركية؛ وثالثاً ان إسرائيل لم يعد لديها أفق استراتيجي بالمنطقة سوى أفق استراتيجية بايدن عن الاندماج الإقليمي الذي تقوده واشنطن ومن ضمن عناصره حل الدولتين.. 

هناك عشرات الأستنتاحات الهامة التي ولدت هذا الصباح بعد أحداث ليلة أمس، ولكن يظل أبرزها استنتاج يتوقع بأن يقوم بايدن بعملية استثمار كبيرة لصالح حملته الانتخابية نتيجة ظهوره ليلة أمس داخل عيون يهود العالم بأنه قام بحماية إسرائيل بمواجهة الخطر الإقليمي..

الاستنتاج الثاني يتعلق بتوقع بدء هدنة غزة ولبنان خلال أيام؛ وذلك بعد تثبيت الهدنة الإقليمية بضغط وبضمانات من بايدن..

Exit mobile version