الهديل

خاص الهديل: السوداني يلتقي بايدن: المهمة الدولية من أجل استقرار العراق والمنطقة..

خاص الهديل:

كتب بسام عفيفي:

التقى أمس الرئيس الأميركي بايدن مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي يزور الولايات المتحدة بدعوة رسمية..

تكتسب الزيارة أهمية استثنائية نظراً لنظرة الاحترام الدولي والثقة الدولية التي يحظى بها الرئيس السوداني، والتي يتم الرهان عليها كي تسهم توظيفاتها في إعادة بناء توازن إقليمي يوجد للعراق دور أساسي بها.

والواقع أن لقاء الرئيس السوداني بالرئيس بايدن إنما يأتي في لحظة هامة ومعقدة، خاصة في ظرف أن منطقة الشرق الأوسط تمر بحالة من الفوضى التي تهدد بتفلت الأمن فيه على نحو خطر..

وضمن هذا السياق فإن لقاء السوداني ببايدن إنما يتم الرهان عليه في عواصم عدة في المنطقة كي يخلص ليس فقط إلى نتائج من شأنها أن تنظم العلاقة العراقية الأميركية تحت سقف حفظ السيادة الوطنية العراقية وحياد بغداد الإيجابي الفاعل عربياً وإقليمياً، بل أيضاً إلى نتائج هامة تتعلق بسبل تدعيم الاستقرار في المنطقة، ومتابعة الرئيس السوداني لمبادراته السياسية التي كان لها نتائج هامة على مستوى خلق جسور تقارب بين دول المنطقة وتفكيك عوامل التفجير بينها.

لا شك أن زيارة السوداني للولايات المتحدة الأميركية سيكون لها نتائج إيجابية تخدم أمن واستقرار وتطور العراق، وتعزز تثبيت مسار الإنجازات المختلفة التي بدأت تتراكم منذ وصول السوداني إلى الحكم، وبنفس الوقت سيكون لها نتائجها الهامة على مستوى حل مشاكل العراق ذات البعد الإقليمي وبالمقابل حل مشاكل الاقليم ذات الانعكاسات السلبية على العراق..

والواقع أن شخصية الرئيس السوداني تحمل رمزيات وطنية عراقية بأبعاد وأدوار إقليمية وعربية وإسلامية هامة. فالسوداني أثبت من خلال السياسات التي نفذها خلال فترة حكمه المستمرة؛ أنه صلة وصل استراتيجية بين دول المنطقة الكبرى، وأنه بما يمثله العراق من موقع جيوسياسي هام للغاية؛ فهو قادر على توظيف إمكانيات موقع العراق، وأيضاً نجاح نموذجه في العراق، بخدمة استقرار محيط العراق بأبعاده العربية والإسلامية الإقليمية.

بهذا المعنى فإن واشنطن تستقبل الرئيس السوداني بوصفه رئيساً لحكومة بلد مهم في منطقته؛ وبصفته رئيساً يمثل مسار النجاح في بلده المحتاج على خطط تفعيل لاقتصاده ولإدارات دولته وللحمته الداخلية؛ ويمثل أيضاً نموذج نجاح في الشرق الأوسط وخاصة لجهة إحلال ثقافة التقارب ووقف التصعيد السياسي.

يطرح السوداني في زيارته لواشنطن قضية الانتقال بالعلاقات بين البلدين إلى علاقات سياسية بدل أنها علاقة عسكرية بصفة أولى. كما أن السوداني يضيء الأنوار الكاشفة على موقف المنطقة من حرب غزة؛ ويطرح الحل الجذري لوقف هذه الحرب وهو الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني وإنشاء الدولة الفلسطينية..

لا شك أن زيارة السوداني إلى أميركا، تحصل في وقت صعب وتواجه ملفات نقاش صعبة؛ ولكن التوقيت الصعب التي تجري فيه هذه الزيارة، يعكس أهمية الموقع الدولي للسوداني القادر على التقدم نحو إنجاز مهمات على المستوى الدولي لصالح العراق ومنطقته، دون أن يهاب من دقة المرحلة وصعوبتها.

Exit mobile version