خاص الهديل:
غنوة دريان
من أبرز أقوال النجمة يسرا أن كل إنسان و فنان عاش لحظات صعبة في حياته وقد مررت بمواقف في طفولتي وفي حياتي كانت قاسية ،ولكن كل ذلك اكسبني صفة القوة ،وهذا الذي شكل شخصيتي النهائية وتصر يسرا على ترديد عبارة أن اللحظات القاسية في حياتها كانت اكثر من أن تتذكرها ومنها لحظات خاصة جدا لا يمكن أن تصرح بها للعلن ، وتقول باستمرار أن المعاناة يجب توظيفها لصالحك وليس ضدك مهما كان تأثيرها قويا يجب أن يتجاوزها الإنسان ويخرج منها افضل من ذي قبل .
هذه الأقوال هي التي صنعت يسرا الانسانة و الفنانة التي يجمع على حبها الجمهور وزملائه في الوسط الفني ،لدرجة ان زميلتها النجمة ليلى علوي وصفتها بالملحمة .
يسرا او سيفين وهو اسمها الحقيقي او سيفا كما يناديها اصدقاؤها المقربين ،عاشت طفولة ومشاهدة قاسية مع اب كان يتحكم في كل كبيرة وصغيرة في حياتها ،حتى أنه حرمها من حنان والدتها لفترة من الزمن ،كل هذه المعاناة شكلت وجدان يسرا الانسانة ،التي مرت بالكثير من المواقف الصعبة في حياتها ،من مرض وصدمة عاطفية وخيانة من أصدقاء، إلا انها بقيت صامدة وقوية وتحدت الكثير من الصعاب ،لتصبح يسرا في جعبتها الكثير من المعاناة ،يكفي انها حرمت من الإنجاب، إلا انها حولت هذه المعاناة الي طاقة إيجابية يشهد عليها الجميع ،يسرا لم تخذل يوما معجبا او زميلاتها، لذلك استغرب أشد الاستغراب أن يكون تصرفها مع نجوى فؤاد ،التي انتجت لها فيلما في بداياتها وهي اليوم في أشد الحاجة بأن تكون يسرا الي جانبها ،إلا أن سيفا تجاهلت معاناتها وهذه ليست من شيم يسرا ،بالتأكيد هناك شيء ما اعاقها عن تقديم يد المساعدة الي نجوى فؤاد ،هي التي تعطي في السر الكثير و الكثير .
كانت يسرا قريبة جدا من المبدع يوسف شاهين ،هو الذي عرفها كيف تكون مصالحة مع نفسها الي ابعد الحدود ،وجود زوجها خالد سليم الذي منحها الاستقرار العاطفي ،جعلها تنسى جروح الماضي العاطفية،وتبدو انسانة محبة للحياة والاصدقاء والجمهور .
وسر حب الناس لها ،انها لا تمارس نجوميتها عليهم بل على العكس فهي لا تتافف من كثرة اخذ الصور التذكارية معها ، او التحدث إليها ولو لوضع دقائق .فيسرا تجمع ما بين الإنسانية و الهجومية وهذا سر نجاحها واستمراريتها .