الهديل

خاص الهديل: هكذا يفكر الكابينت بخصوص توجيه ضربة لإيران: خطط عام ٢٠١٥ هل تتحقق في نيسان ٢٠٢٤!؟

خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة

 

ليس سهلاً على كابينت الحرب في إسرائيل اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران.. ويظل متوقعاً أن يطول النقاش بين أعضائه، علماً أن نتنياهو وغانتس وازنكوت كان سبق لهم خلال الفترة من العام ٢٠١٢ لغاية العام ٢٠١٦ أن خاضوا نفس هذا النقاش الذي تركز حينها على نقطتين إثنتين: هل يجب على إسرائيل أن تبادر لضرب إيران من دون موافقة أميركا؛ وكيف يمكن لإسرائيل أن تنجح بتخريب التوجه الأميركي الإيراني لإبرام اتفاق نووي بينهما؟؟.

 

وبهذا المعنى، ولحد غير قليل، فإن النقاش الذي حدث في النصف الأول من العقد الماضي داخل إسرائيل يتم استكماله اليوم في نيسان العام ٢٠٢٤؛ ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن النقاش الداخلي الإسرائيلي الأول الذي حدث في العقد الماضي لم يسفر عن أية نتيجة عملية؛ ذلك أن إدارة أوباما التي كان بايدن يشغل منصب نائب الرئيس فيها، أبرمت رغم رفض إسرائيل، اتفاقاً نووياً مع إيران، وأيضاً لم تنفذ تل أبيب فكرة توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية.

 

وتكمن المفارقة في أنه يجلس اليوم حول طاولة قرار الحرب ضد إيران في إسرائيل، الأشخاص ذاتهم تقريباً الذين شاركوا في العقد الماضي بنقاش نفس الملف (أي مقترح توجيه ضربة إسرائيلية لإيران تؤدي إلى توريط واشنطن وطهران باشتباك عسكري مباشر).

 

والمقصود هنا نتنياهو الذي كان حينها كما اليوم رئيساً للحكومة، وأيضاً كل من غانتس وايزنكوت اللذين كانا ممثلين لرأي رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي كونهما توليا هذا المنصب بالتوالي، علماً أنهما اليوم عضوان في كابينت الحرب الذي عليه أن يقرر نوعية الرد العسكري على إيران.. وأيضاً بعيداً في البيت الأبيض، فإن بايدن المناط به اليوم صياغة كل قرار البيت من إسرائيل وإيران، كان حينها مشاركاً في قرار أوباما حول هذا الموضوع المثار مجدداً طرحه اليوم..

 

والسؤال الآن هو هل تغير تفكير نتنياهو حيال مقترح ضرب إيران عن تفكيره في النصف الأول من العقد الماضي.. وذات السؤال يصح بخصوص غانتس وايزنكوت؟؟. والواقع أن محصلة الإجابة عن هذه الأسئلة تقربنا من فكرة تخيل كيف ستكون محصلة نقاش الكابينت بخصوص توجيه ضربة لإيران. 

 

والإجابة عن هذه الأسئلة تقودنا لعرض ثلاث مواقف: 

 

أولاً ايزنكوت: يبدو أنه لا يزال يحافظ على نظرته التقيمية لإيران ولخطرها ولكيف يجب مقارعتها؟؟. وتركز رؤية ايزنكوت على خطر “إيران الإقليمي”، بأكثر مما يركز على “خطرها النووي”؛ وهو يعتبر أن الصراع مع إيران يجب أن يركز على ضرب “أذرعها الإقليمية”، وبالأخص حزب الله الذي يعتبره منافساً للجيش الإسرائيلي..

 

ثانياً غانتس: الذي يريد أن ينظر إلى النصف المملوء من الكأس، يرى أنه لا يجب على إسرائيل أن تتوتر في حال وقعت أميركا اتفاقاً نووياً مع إيران؛ لأن ذلك سوف يحرم الأخيرة لمدة عشر أو خمس عشرة سنة، من تصنيع قنبلة نووية؛ وأيضاً لأن إسرائيل يجب ان تثق بقوتها وبدعم أميركا لها ما يجعلها قادرة على الدفاع عن نفسها.

 

والواقع أن التمعن بموقفي كل من غانتس وايزنكوت، وهما اليوم عضوان أساسيان في كابينت الحرب؛ يؤشر إلى الخلاصة التالية: كلاهما يفضل عدم حصول مواجهة عسكرية إسرائيلية كبرى مع إيران؛ مع الإشارة إلى أن ايزنكوت يفضل تركيز جهد تل أبيب العسكري على حزب الله توصلاً لإضعاف خطر إيران الإقليمية؛ فيما غانتس يفضل ترك موضوع ايران بمجمله لأميركا؛ ويرى أن إسرائيل تستطيع بخصوص طهران أن تنام على وسادة الاحتواء الأميركي لها.

 

ثالثاً نتنياهو: الذي كان ولا يزال يعتقد بقوة أنه يجب على إسرائيل أن تخوض “نضالاً شرساً” داخل أميركا وفي المنطقة وحتى عسكرياً لمنع حصول اتفاق إيراني أميركي نووي.. ويعتقد بقوة أيضاً أن الهدف الذهبي والأهم لإسرائيل هو هندسة أحداث في الشرق الأوسط تؤدي إلى صدام أميركي إيراني عسكري..

يبقى القول أنه بين عامي ٢٠١٢ و٢٠١٥ كان وضعت خططاً لضرب حزب الله كما خطط ايزنكوت صاحب استراتيجية الضاحية ومصمم نظرية التركيز على خطر إيران الإقليمية؛ وأيضاً كانت وضعت خططاً لضرب منشآت إيران النووية كما يريد نتنياهو؛ والسؤال اليوم هو هل يتم نفض الغبار عن هذه الخطط، وذلك بمناسبة عودة إسرائيل لنقاش الموضوع عينه، وهو: كيف تواجه تل أبيب طهران؟؟..

Exit mobile version