د. حمد الكواري:
هكذا يودع هواء حلب جسد محبّها الذي أفنى حياته في خدمة الثقافة العربية
أهواك يا حلب الشهباء فاقتربي
وعانقيني لأرقى فيك للشهب
يا درة في ضلوع الصخر طالعة
يعنو لك الصخر في عجب وفي عجب
شهباء يا مولد التاريخ منتشياً
بما منحت هوا في سائر الحقب
بالأمس انتقل الى الرفيق الأعلى الأديب والباحث الدكتور #محمد_قجة بن حسن
الأمين العام لاحتفالية #حلب #عاصمة_الثقافة_العربية وصاحب المؤلفات التاريخية، ومنها محطات أندلسية وحلب في نصف قرن ودمشق في عيون الشعراء وشرح ديوان ابن عربي وأعلام معاصرون، ومؤلفات مشتركة كثيرة أيضاً وغير ذلك.
عرفته عن قرب عندما قررنا أن نختار من يكتب العمل الافتتاحي (بيت الحكمة) عام 2010 فذهبت إلى حلب والتقيت به، فوجدت فيه الأديب والمثقف الكبير، الذي لم يزده العلم إلا تواضعا، وقضيت أياما معه، فعرفني بحلب وما تحفل به من تاريخ عريق، ومكانة فريدة في التاريخ الإنساني، وهو الذي يعرف خباياها ودورها الفكري والثقافي وما قدمه من خلالها كثير من الفلاسفة والأدباء والباحثين كالفارابي والأصفهاني والمتنبي وأبي فراس الحمداني وغيرهم.
ولا أنسى كيف زرت معه معالم حلب التاريخية، وكان خير من يرافقك نشاطا وحيوية وعلما رغم كبر سنه .
ورغم تقدم عمره فقد صعد معي قلعة العرب، شارحا شرح العالم والمحب لمدينته الجميلة، تفاصيل المواقع التاريخية لهذه المدينة من سوقها القديم وقلاعها وحصونها ومواقعها التاريخية.
كما عرفني على فناني حلب وأتاح لي الاستمتاع بما تتسم به حلب من مكانة أدبية وفنية.
لقد كتب لنا نص #بيت_الحكمة العمل الناجح الذي افتتحنا به فعالية #الدوحة_عاصمة_الثقافة_العربية 2010.
ورغم ما مرت به مدينته العظيمة حلب من كوارث إلا أنه أصر ألا يتركها حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم 17/4/2024 في حلب.
هكذا تنطفئ شمعة في حلب مرّة أخرى، ويودع هواءها جسد محبّها الذي أفنى حياته في خدمة الثقافة العربية.
تعازينا لسورية الحبيبة ولمثقفيها، ولحلب الشهباء، ولأبنائه وأقاربه وأصدقائه في كل مكان.
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، وأعاد لحلب ولسورية مكانتها التي حلم بها الكبار من أهلها ومحبيها.
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية