خاص الهديل:
غنوه دريان
بالرغم من اننا في مجتمع شرقي له عاداته وتقاليده ،ولكننا أيضا في بلد يطلق عليه لقب الكزموبوليتان ،فنحن مزيج من الشرق والغرب ، والمالية الجنسية لم تعد ظاهرة تغزو مجتمعنا ،لذلك انت أمام خيارين لا ثالث لهما اما أن تتقبل الواقع وتتعايش معه وننصحك بفعل ذلك بالرغم من أن القانون يجرم المثلية الجنسية ،أما أن ترفضها فيتهمك البعض بالخلف وعدم تقبل الأخر.
اعترف بأن لدي أصدقاء مثليين ، القاسم المشترك بينهم الإخلاص و البحث عن من يساعدهم، منذ اكثر من عشر سنوات كانت المثلية عار ، وقد شهدت تلك الحقبة العديد من حالات الانتحار ،لشباب مثليين بسبب رفض عائلتهم والمجتمع لهم ،أما اليوم فقد أصبحت المثلية الجنسية جزء من ثقافتنا ومجتمعنا، ولم يعد المثلي ملفوظ من المجتمع بل جزء منه ،يجاهر بمثليته ولا يخشى لا اللوم ولا الرفض من المحيطين به ، توم وهو اسم مستعار او الاسم المحبب لجاري المثلي ،يعيش مع رجل بسن والده ، عيشة رجل والمرأة، توم هو الرجل وصديقه هو المرأة، لقد افصح لي توم عن مثليته دون خجل كان يعلم اني لاحظت ذلك ،وتعود مثلية توم الي سن مبكرة ، لا يعلم متى بدأت تتكون ميوله الجنسية ولكن كل ما يعلمه بأنه وجد نفسه يميل الي الرجال ، وأن الفتاة بالنسبة له لا تعني شيئا ،تجربته الجنسية الأولى كانت مع جار لهم متزوج وأب اي انه كان مكتمل الرجولة ،لا يلعب توم دور الضحية على الإطلاق، صحيح انه مجبر على معاشرة رجل يعتبر مسنا بالنسبة له ،لأسباب مادية بحته ولكنه يتعايش مع هذا الواقع ،دون أن يكون له بعض ” التكويعات” كما يقول مع شبان في مثل سنه . عليكم أن تكفوا عن القول بانهم مرضى ،وأن هناك خلل هرموني او ما شابه ذلك ،هم أشخاص طبيعيون ،يحبون يغارون تارة يكونوا مخلصين ،وأحيانا يخونون ، الفرق الوحيد انهم يكنون كل تلك المشاعر لأشخاص مثلهم ، أن مجتمع الميم كما يطلق عليه مرفوض ظاهريا في لبنان والبلدان العربية ولكن في الواقع لقد أصبحت هذه الحالة مظهرا اجتماعيا عاديا .
المشكلة لا تزال فقط في الاهل الذي لم يتقبلوا بعد تلك الفكرة ،سوى في حالة واحدة اذا كان ابنهم مصدر رزقهم في ظل الازمة الاقتصادية ، التي نعيشها مثل أن يكون على علاقة مع ثري عربي أو رجل أعمال لبناني ، في هذه الحالة فإن هويته الجنسية لم تعد مرفوضة من العائلة وهناك بعض العائلات التي أصبح الأمر واقعا بالنسبة لهم وعليهم أن يتقبلوه شاوؤا ام رفضوا .