الهديل

خاص الهديل: هل يكون لحماس في لبنان نفس المكانة التي كانت لحركة فتح في لبنان؟؟.

خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة

ارتقى أمس شهيدان للجماعة الإسلامية في لبنان بعد أن استهدفت سيارتهما غارة إسرائيلية. والشهيدان هما من قادة الذراع العسكري للجماعة المسمى “قوات الفجر” الذي برز في فترات سابقة كتنظيم عسكري له اسهاماته في جهد المقاومة ضد إسرائيل مع حزب الله في توقيتات معينة. 

مبدئيا لا يوجد “لقوات فجر” قواعد عسكرية في جنوب لبنان، ولكن بعد اشتراك حزب الله في مواجهات إسناد غزة؛ فتح الأخير أبواب الجنوب لثلاثة أنواع من القوى لتشارك معه في القتال: 

الجهة الأولى هي حركة حماس والجهاد الإسلامي. وأسباب حزب الله لإفساح المجال لمشاركة هاتين القوتين معه في مواجهات اسناد غزة، تنطلق من اعتبارات تتعلق بأن الحزب لا يريد أن يقال عنه أنه يمنع الفلسطينيين من إسناد غزة عبر الحدود اللبنانية؛ ويريد أن يتجنب أي اتهام له بأنه “يعمل كحارس للحدود”، الخ..  

..ولكن الحزب يعلم أن هناك حساسية لدى أهل الجنوب، كما بقية اللبنانيين، من رؤية قوى فلسطينية عسكرية تتموضع في جنوب لبنان؛ لأن هذه المشاهد تذكرهم بتجربة ما قبل العام ١٩٨٢ التي تخللها فترات معينة حصلت فيها صدامات بين الجنوبيين ومنظمات فلسطينية كانت تسيطر على الجنوب.

 ويبدو بحسب معطيات أن عملية إدخال العامل الفلسطيني إلى الجنوب لتشارك في مواجهات إسناد غزة، ضبطها حزب الله وفق منهجية تواجد بدأت عالية في الفترة الاولى بعد ٨ أكتوبر الماضي؛ ثم تقلصت رويداً رويداً حتى باتت حالياً قليلة لحد بعيد.

خلال بدايات المواجهات أفسح الحزب لحماس وللجهاد أن ينفذا ضربات صاروخية ضد مستوطنات الشمال اتصفت بأنها عنيفة؛ وكان توقيتها يأتي وفق اعتبارات ميدان غزة بأكثر مما كان توقيت هذه الضربات يناسب ميدان المواجهات على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. 

 

القوى الثانية التي أدخلها الحزب لتشارك معه في القتال في الجنوب هي قوى يسارية وأبرزها الحزب القومي السوري الاجتماعي الذي يبدو أنه الأقرب للحزب خاصة في المجال التعاون العسكري. وسبق للحزبين أن تعاونا في سورية عسكرياً. 

وتواجد القوى اليسارية – حسب المصطلح التقليدي – محسوب في الجنوب وهو تحت إشراف عسكري تام من قبل حزب الله. 

 

القوة الثالثة المتواجدة في الجنوب هي الأساس وتتمثل بحزب الله. 

 

.. ما تقدم يشي بأن الحزب فتح أبواب المقاومة لعامل جديد وهو الجماعة الإسلامية التي لديها تنسيق كبير مع حركة حماس ولها بعد إسلامي كبير يتمثل بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.. وهاتان القوتان معاً (أي حماس الفلسطينية الاسلامية والجماعة اللبنانية الإسلامية) لديهما بعد إسلامي وبعد فلسطيني وبعد لبناني؛ مما يذكر بالبعد الذي كان لحركة فتح حينما تحالفت مع بعد لبناني إسمه الحركة الوطنية وبعد إسلامي اسمه حزب التحرير الذي كان عرفات بحسب معلومات ينتمي إليه.

والواقع التركيب الثلاثي لحركة حماس الفلسطينية واللبنانية (عبر الجماعة وقوات فجر) والإسلامي (عبر الاخوان المسلمين) يؤهلها – أي حماس – بحسب بعض التوقعات لأن يكون لها نفس المكانة التي حصلت عليها حركة فتح في لبنان بين عامي ١٩٦٨ و١٩٨٢!!.

Exit mobile version