خاص الهديل
غنوة دريان:
السوق العمومي او سوق البغاء في بيروت في ساحة الشهداء قرب المرفأ تحديدا ،حيث رضخت الإدارة اللبنانية انذاك للطلب تشريع البغاء ،ولأن هذا العمل لم يكن مقبولا اخلاقيا واجتماعيا ودينيا عند البيروتيين حصرت الدوائر الحكومية انذاك اي عام 1931 في شارع واحد لحماية الفتيات” بنات البيوت” من تحرش العساكر الفرنسيين واقنعوا البيروتيين بأن هذا يصون شرف العائلات .
في هذا السوق حكايات تروى عن كيفية وصول النساء الي دنيا البغاء .هذه اشبعتها زوجة والدها ضربا فهربت من قسوتها ،واخرى كان والدها قاسية وكان دائم التحرش بها .
كانت الباترونة تتولى إدارة الأعمال والعناية بالنساء في هذا السوق ،وتحرص على تدريبهن على جميع فنون المهنة والاهتمام بمظهرهن كما كانت توزع عليهن المهام المنزلية خلال النهار والزبائن خلال الليل .
بالنسبة للموسم كان هناك شروط محددة للعمل في هذا السوق منها الصحة الجيدة وإجراء فحوصات أسبوعية للتأكد من عدم اصابتها بالامراض المنقولة جنسيا .وكانت هناك قواعد صارمة بخصوص الخروج من المنزل إذ حدد الخروج في ساعات محددة ومنع في أيام الآحاد والأعياد الرسمية كما كان عليها ارتداء النقاب كجزء من قواعد السلوك في السوق .
ولا يقتصر التوافق الي السوق على فئة معينة بل يزور السوق رجال من مختلف الطباع والطبقات و المهن فمنهم المثقف ،والموظف ،الدير،اللحام، الحداد ،واخرون اشكالا والوانا .
فبيوت الدعارة في السوق والتي كان يطلق عليها لقب ” كارخانات” كان يحميها مجموعة من القوانين وكان من مهامهم فض اي نزاع قد ينشأ بين زبون واخر على فتاة او دور في لائحة الانتظار