الهديل

خاص الهديل: يا دولة الرئيس: قضيتهم قلوب مليانة بالمرض وليس النازحين!!

خاص الهديل:

كتب بسام عفيفي 

خيرٌ فعل الرئيس نجيب ميقاتي حينما قرر نقل “ملف المليار دولار الخاص بالنازحين السوريين” إلى مجلس النواب ليصار نقاشه وبته.. وأصاب الرئيس ميقاتي حينما علل سبب خطوته هذه بأنها تهدف إلى منع الإستغلال السياسي الرخيص.

لم يكن هناك أي مبرر لكل هذا الصراخ والصخب الذي ساد البلد تعقيباً على ملف واضح في خلفياته وأسبابه؛ ولكن على ما يبدو فإن بعض القوى السياسية التي باتت معروفة؛ والممعنة بعدم القيام بواجبها الوطني تجاه عملية إنهاء الشعور الرئاسي لأسباب سياسية ضيقة؛ صار لديها هاجس مرضي سِمته التحجج بأي أمر حتى تفتعل منه مشكلة؛ وحتى تقول أنها اكتشفت مؤامرة؛ وحتى تخاطب قاعدتها الشعبية بلغة شعبوية تثير التناقضات الداخلية؛ وذلك على قاعدة أنا أخرب فإذن أنا موجود!!

إن مشكلة “قوى البحث عن الشلل الوطني” مع الرئيس نجيب ميقاتي لم تعد خافية؛ وقوامها أن المطلوب منه الاستقالة من مهمة تصريف الأعمال التي يمنحه إياها الدستور. هذه القوى تريد الفراغ الشامل كونها حينما كانت في سدة الحكم فشلت في إدارة شؤون البلد والعباد رغم كل الإمكانات المؤاتية التي كانت متوفرة لها.. وعليه فهي لديها مشكلة مع نموذج نجاح الرئيس ميقاتي في تأمين حلول الحد الأدنى لمشاكل البلد؛ وذلك رغم حدود صلاحيات تصريف الأعمال الضيقة التي يعمل بموجبها.

 

يا دولة الرئيس صار معروفاً أن المشكلة ليست رمانة الهبة الأوروبية وليس النازحين السوريين؛ بل الموضوع قلوب مريضة مليانة من النجاح في الوقت الصعب لدولة الرئيس الثالث!!

 

يا دولة الرئيس لنعد قليلاً إلى الوراء حيث هم موجودون دائماً؛ ولنستعد شريط قيامهم محاولات تفشيل عملية تحول مهمة التكليف إلى التأليف.. ولنعد قليلاً إلى الوراء لنتذكر كيف انهار البلد من ثقل سياستهم الأنانية!!

 

يا دولة الرئيس: إن البلد يعيش من رئة حكومة تصريف الأعمال التي تمنح المواطن ولو القليل من أوكسجين الخدمات؛ والتي تمنح النفس ولو بالقطارة لمؤسسات الدولة حتى لا تنهار؛ وهذا أضعف الإيمان؛ لأن “قليلي الإيمان الوطني” يريدون أن يعم الشلل بالبلد حتى يقال أن الشلل مستمر معهم وبعدهم؛ إنهم يريدون منك يا دولة الرئيس أن تقدم لهم “خدمة وحيدة” وهي ” فشل حكومتك.. فشل تصريف الأعمال.. الفشل بمعالجة أصغر ملف”.

.. ببساطة إنهم لا يستطيعون رؤية النجاح في أي مكان وبخصوص أي ملف. فالنجاح يحرجهم؛ ويسلط ضوء كاشفاً على فشلهم وعلى أنانيتهم وعلى ضخامة الارتكاب الذي مارسوه.

يا دولة الرئيس حسناً فعلت حينما أرسلتهم الى مجلس النواب الذي هو الشعب والذي هو مصدر كل سلطة وهو أبو الشرعية.. هناك يفترض أنهم سيقفون أمام ضمير الشعب حتى يسمعوا كلمة سواء بدل أن يستمروا بالاستماع إلى نعيق الغراب الذي يشبه ما فعلوه بالبلد؛ ويشبه نواياهم تجاه البلد ومستقبله.

Exit mobile version