د. حمد الكواري في ندوة “التنوع الثقافي وتحديات التغيير”:
3 تحديات تواجه الثقافة الخليجية
أشكر لـ “مجلس الشورى” الموقر ثقته باختياري لي لأكون المتحدث الرئيسي في ندوة “التنوع الثقافي وتحديات التغيير” التي عقدها في الدوحة في 7/5/2024 وبحضور ومشاركة للمجالس النيابية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
-
وقبلت ممتنا الدعوة مدركا لأهمية الموضوع، الذي يبدو ثقافيا ولكن له جوانبه القانونية والاجتماعية والأمنية أيضا، وله عوامله الخارجية المؤثرة فيه.
خاصة وأنّ منطقة الخليج العربي جاذبة للبشر، وتشهد نهضة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية مصحوبة بتنمية سريعة فريدة، وتمثل قصة نجاح يشهد لها القاصي والداني.
-
ومع مجلس التعاون تشكلت الهوية المشتركة لدوله، ولكن هذه الهوية الخليجية العربية الإسلامية تواجه تحديات جسيمة يتوجب علينا إدراكها والتعامل معها.
-
والهوية الحية ليست جدارا تاريخيا، بل كائن متأثر بمن حوله وما يدور في محيطه، والتعددية الثقافية والتفاعل بين الثقافات أمر عظيم، بشرط أن تتوفر لدى الهوية الخليجية حصانتها وقدرتها على الصمود والتفاعل المتبادل.
-
دولة قطر في فيفا 2022 ضربت مثلا يحتذى في التمسك بالهوية والقيم وقدمتها للعالم بأبهى صورها، مما جعل منها ممثلا للثقافة العربية، ومما ميز هذه الدورة عن غيرها وأوقعت في نفوس ملايين البشر أثرا لافتا لتميز هويتنا وتمسكنا بها.
تحدثت في مداخلتي بشكل مفصّل عن 3 تحديات تواجه الثقافة الخليجية:
-
اللغة العربية، وهي وعاء الحضارة ولغة الإسلام، ودورها رئيسي في عروبة المنطقة وصيانة العقيدة والذاكرة الجماعية وصمام أمان في وجه التحديات.
ونعترف أن #اللغة العربية تواجه تحديات جسيمة، يحتاج كل منا جهودا كبيرة على كل الأصعدة ،حتى نحافظ عليها في ضوء تحديات متطلبات التنمية، والتعددية الثقافية في دولنا، ونعترف أن غربة لغتنا من صنع يدنا، وبيدنا تتم معالجتها.
-
التركيبة السكانية وتحدي التنوع الثقافي: نحمد الله على أن منطقتنا جاذبة.
ولكن هذا يضعنا أمام تحدّ يكبر يوما بعد آخر فالأجانب في الخليج يشكلون أكثر من 80% وتزداد هذه النسبة بحكم متطلبات التنمية، فماذا فعلنا للتعامل مع هذا الواقع. إنه تحد كبير في ضوء تطوراته واحتمال استغلاله.
ومن الإنصاف إلى أن نشير الى أن وجود الجالية العربية الشريكة في الهوية ،إيجابي ويشكل عامل توازن في حفظ هوية الخليج
-
اسرائيل بين ظهرانينا: وهي ليست مجرد دولة، بل جهة لها مخططاتها وطموحاتها ومعها من يدعمها في ذلك، وهذا يحتم علينا أن نعي خطر ذلك. فنحن عرب وندعم اشقاءنا في فلسطين حتى يستعيدوا حقوقهم المشروعة. ولا يغيب ذلك عن هذا الوافد الجديد.
-
أحيي اقتراح سعادة السيد حسن الغانم رئيس مجلس الشورى بتشكيل جهة دائمة في البرلمانات الخليجية للتعامل مع التحديات التي تواجهها الهوية.
مرّة أخرى كل الشكر لمجلس الشورى الموقر لثقته ودعوته لي لأكون المتحدث الرئيسي في هذه الندوة المهمة. وادعو الله أن أكون قد قمت بما يرضي الله والضمير ويخدم الخليج العربي وهويته في إطار وعينا بمسؤوليتنا الكبيرة تجاه الأجيال القادمة.