الهديل

خاص الهديل: سيناريو حرب نتنياهو على لبنان لم يعد سراً.. وموعده منتصف الصيف!!

خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة

 

يبدو أن هناك أمراً خطراً لا يبدو ظاهراً، ولكن تم التعبير عنه بأسلوب غير مباشر في أكثر من مناسبة سواء داخل إسرائيل أو في واشنطن؛ وهذا الأمر مفاده “وجود سباق بين حدثين مرشحين للحدوث، الأول حصل فعلياً، وهو شن إسرائيل حرب على رفح رغم الاعتراض/ أو عدم الموافقة الأميركية(!!)؛ والثاني لم يحدث بعد، ويتمثل بشن إسرائيل حرب على لبنان رغم كلام بايدن عن أنه ضد توسيع حرب غزة.. 

ومكمن الخطر في هذين الحدثين المتوقعين هو التالي: أولاً ارتباطهما بعضهما ببعض؛ بمعنى وجود اعتقاد يقول أن الحرب الإسرائيلية ضد رفح سيليها تلقائياً الحرب الإسرائيلية ضد لبنان؛ كونه بعد رفح سيصبح خيار الحل العسكري هو الطريق الوحيد الموجود أمام نتنياهو.. وثانياً- كون حرب رفح حصلت فعلاً، وذلك رغم أنه كان جرى استبعادها لنفس الأسباب التي حالياً يتم طرحها كمبررات لإستبعاد الحرب الإسرائيلية ضد لبنان.. وثالثاً- لأن نتنياهو ليس لديه خطة لليوم التالي في رفح، وعليه فإنه بعد ميدان رفح سيبحث عن ميدان جديد للحرب؛ وهنا سيكون لبنان هو الخيار؛ وذلك تحت عنوان أن إسرائيل لا يمكنها تحقيق النصر المطلق في هذه الحرب قبل القضاء على حزب الله المتموضع عند حدودها الجنوبية، وذلك كما “قضت على حماس” على حدودها الجنوبية.

 

والواقع أن التصرفات الإسرائيلية، وطريقة سلوك نتنياهو ونوعية أزمته؛ كلها عوامل تشجع السؤال داخل أروقة دبلوماسية في المنطقة عن الرابط الموجود بين عامل الحرب الإسرائيلية التي تحدث الآن في رفح وتلك الحرب الإسرائيلية التي ستحدث بعد حرب رفح، ضد لبنان؟.

 

هناك مجموعة افتراضات تحليلية لكنها تستند إلى معطيات ومعلومات متفرقة: 

 

الافتراض الأول يتعلق بسؤال يطرح نفسه، وهو أن ذهاب تل أبيب لحرب ضد رفح؛ ليس له سوى معنى واحداً مفاده أن بايدن أعطى إسرائيل نوعاً من الضوء الأخضر لتباشر هذه الحرب، بغض النظر عن الكلام غير الحاسم الذي يقوله بايدن اليوم عن دخول إسرائيل لرفح، ومع التنبه إلى أن نتنياهو نفذ عملية دخول رفح رغم عِلم البيت الأبيض بتحفظ مصر العميق على هذه الخطوة. 

 

وإن صحت هذه الاستنتاجات – وأغلب الظن أنها صحيحة؛ فحينها ستصبح صحيحة أيضاً النظرية التي تقول أن بايدن الذي غطي بطريقة ما، ونتيجة لسبب ضعفه أو قناعاته، قرار نتنياهو بغزو رفح؛ سوف يغطي أيضاً حربه على لبنان، بغض النظر عن نوعية وضوح هذا الغطاء، وبغض النظر عن السبب الذي سيحدوه لذلك؛ سواء كان ضعفه أو قناعته بضرب حزب الله. 

 

الافتراض الثاني يكمل الافتراص الأول ولا يفترق عنه؛ ومضمونه أنه بعد فيلادلفيا سيطرح نتنياهو سؤالاً على واشنطن والقاهرة وهو تقديم ضمانة بعدم تهريب الأسلحة عبر فيلادلفيا أو بقاء الجيش الإسرائيلي في هذا المحور وبالتالي تعميق هجومها في رفح؟؟.

وبغض النظر عن الإجابة التي سيتلقاها نتنياهو عن هذا السؤال؛ والتي يتوقع الحصول عليها مع نهاية هذا الشهر؛ لأنه في الشهر المقبل سيضع نتنياهو على الطاولة خطة تحرك ثانية على طاولة المنطقة، وهي الجبهة الشمالية. وبحسب رؤية نتنياهو كما تعكسها مصادر متعددة، فإن منتصف الصيف هو موعد الهجوم على لبنان؛ وبعده سيكون موعد إقفال ملف حرب غزة وأخواتها؛ وذلك بغطاء عربي وإقليمي ودولي.

 

Exit mobile version