خاص الهديل
بعدما انتعشت الآمال بالوصول الى هدنة وتبادل للأسرى في قطاع غزة بعد 7 أشهر من الحرب بين اسرائيل وحماس
بدأت النواية الاسرائيلية تتكشف عن أن هجومها على رفح هو بداية لخرق أي اتفاق لأي هدنة قبل حدوثها، فعلى الرغم من الوساطة القطرية المصرية ومعها الامريكية لم تأتي الهدنة المقترحة بثمار التوقيف عن العمليات العسكرية الاسرائيلية سواء في القطاع أو في رفح ولا الأسرى المحتجزين لدى الطرفين أي حماس واسرائيل.
التوقع الاسرائيلي كان سلبياً بشأن مقترح الهدنة واعتبرت أن رد حماس عليه سيكون سلبياً، وسترفض الصفقة
حماس بدورها تقول أنها متمسكة بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الاخير، وبناء على ذلك اعتبرت أن الكرة الآن لدى اسرائيل بشكل كامل بشأن التوصل للهدنة، حيث أعلنت موافقتها على المقترح القطري المصري لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد اتصالات جرت بين اسماعيل هنية و رئيس الوزراء القطري ورئيس المخابرات المصرية
هذه الموافقة تعتبرها حماس انها تحقق مطالب الشعب الفلسطيني، بوقف العدوان بشكل كامل وعودة النازحين وبدء إعادة الإعمار، وانجاز صفقة لتبادل الأسرى
الموافقة التي أعلنتها حماس أججت الشارع الاسرائيلي بحيث حركت المتظاهرين الاسرائيلين وأفراد عائلات الرهائن، مطالبين بالتوصل الى صفقة بشكل فوري
أما المعارضة الاسرائيلية دعت الحكومة للتعامل بجدية مع مقترح الهدنة
الحكومة الاسرائيلية برئاسة نتنياهو بدت مرتبكة من رد حماس على مقترح الوسطاء بشأن الهدنة وتبادل الأسرى، هذا الرد عمق الشرخ والاستقطاب لدى اسرائيل والتباين بالمواقف من سير الحرب على غزة وأولويات إعادة الاسرى.
موافقة الحكومة على مطالب حماس وقبولها بشروط وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى بما يتناسب مع قرارات حماس، تعتبرها الحكومة الاسرائيلي والمتمثلة بشخص نتنياهو بأنها هزيمة كبر من شأنها أن تزعزع مستقبله السياسي
وفي سياق ما يجري وفي محاولةٍ من حكومة نتنياهو تصدير الأزمة الداخلية والخارجية عقب رد حماس، سارع الجيش وبناءً على تعليمات المستوى السياسي الى تنفيذ عملية برية محدودة شرق رفح، على الرغم من الرسائل الخارجية والداخلية التي تحمل في طياتها التناقضات.
العملية العسكرية البرية “المحدودة” تعتبرها اسرائيل وسيلة عسكرية للضغط بموجبها على حماس في المفاوضات؛ لتقبل الأخيرة بشروطها المطروحة.
الهجوم الاسرائيلي على رفح أصبح وشيكاً وبمعنى آخر أصبح حتمياً، وبدأت علاماته تظهر بسيطرة اسرائيل على المعبر والذي هو نقطة قوة تعتبرها اسرائيل لبدء معركتها للقضاء على الفصائل الفلسطينية المتبقية داخل رفح، خاصةً مع التصريحات المتكررة من قِبل نتنياهو بأن معركة رفح ستنطلق سواء التوصل الى اتفاق مع حماس أو لا.
من جهة اخرى يمكن اعتبار الهجوم على رفح أنه يشكل طوق نجاة مؤقت لحكومة نتنياهو، لكنه لن يجدي نفعاً ولن ينقذها من التصدع والتفكك، بحيث لن يحقق نتنياهو وحكومته انتصاره الموعود الذي أكد عليه خطوة بعد خطوة
وبعيداً عن المسار السياسي والفجوات السرائلية المزعومة في المفاوضات فإن اعملية العسكرية في رفح عبارة عن محاولة لتليين مواقف حماس، ومن المتوقع أن تقوم اسرائيل بتوغل متدرج في رفح، ويمكن وقفها بأي لحظة إذا حدث تطور إيجابي حقيقي من وجهة نظر اسرائيل
ما بين الهدنة التي تتبخر في سماء الهجوم على رفح ومابين اصرار نتنياهو الهجوم على رفح؛ هناك عدة تساؤلات: هل سيواصل نتنياهو هجومه على رفح دون الاكتراث للتحذيرات الدولية وعلى رأسها الحليف الأول الولايات المتحدة الامريكية، أم أن اسرائيل سترضخ لشروط حماس لوقف الحرب؟؟