الهديل

خاص الهديل: يومان من حرب رسائل حزب الله لتل أبيب..

خاص الهديل 

بقلم: ناصر شرارة

شكل التصعيد الذي مارسه حزب الله خلال اليومين الماضيين على الجبهة الشمالية رسالة لإسرائيل أراد من خلالها إفهام تل أبيب بأن عليها التفكير ملياً قبل إقدامها على شن حرب ضد لبنان؛ والواقع أن نوع التصعيد الذي مارسه الحزب وأدى إلى إشعال الحرائق في بعض مستوطنات الخط الحدودي، وإلى قطع الكهرباء عنها؛ كان هدفه جعل إسرائيل تقتنع بأن الحرب على لبنان ستسفر عن نتائج عسكرية مختلفة عن النتائج التي أسفرت عنها حرب غزة.

والواضح أن حزب الله بات يميل إلى الاعتقاد بأن إسرائيل قد تغامر بشن حرب خلال الصيف القادم فيما لو انتهت من حرب رفح، ودخلت في بازار ومقايضة مع إدارة بايدن تتضمن ورقة الوضع على الحدود الشمالية مع لبنان.. وعلى سبيل المثال فإنه إذا صحت أمس معلومات الصحيفة الأميركية “واشنطن بوست” عن أن إدارة بايدن عرضت على نتنياهو وقف حرب رفح بمقابل أن تقدم واشنطن لإسرائيل معلومات عن أماكن تواجد قيادة حماس وعن أنفاق مخفية؛ فهذا يعني أنه بمثلما أن رفح هي الآن محل مقايضة رفح برؤوس قادة حماس؛ فإن حزب الله قد يصبح محل مقايضة بين نتنياهو وبايدن بخصوص ورقة أخرى.

وقصارى القول في هذه اللحظة أن كل الأوراق جائز أن تجري مقايضة عليها؛ والسبب في ذلك يعود لحقيقة أن بايدن في لحظة انتخابات حرجة، ونتنياهو في أزمة داخلية تشد الخناق على رقبته؛ وعليه فإن أطراف حرب غزة سيبحثون في المرحلة المنظورة عن أوراق للمقايضة من أجل توسيع هوامش المناورة لديهم.

ويحسب ما يمكن استنتاجه من الإعلام العبري فإن رسائل حزب الله طوال اليومين الماضيين وصلت إلى تل أبيب؛ وهذه الرسائل تتألف من العناوين التالية:

– إذا كانت إسرائيل تخطط لحرب ضد حزب الله فعليها أن تفكر ألف مرة قبل اتخاذ هذا القرار؛ لأن على إسرائيل أن تعرف أنه يوم تبدأ بشن الحرب على الحزب؛ فسيكون هذا اليوم بمثابة “يوم القيامة” على إسرائيل.

– على واشنطن أن تدرك أيضاً أن الحرب مع حزب الله سوف تتوسع لتعم كل المنطقة، ولن تكن القواعد الأميركية خارج أن تطالها نيران الحرب.  

– على الغرب أن يدرك أن إيران سوف تتصرف مع الحرب على حزب الله بطريقة مختلفة عن تصرفها حيال حرب غزة.. 

وتقول معلومات أن إيران أبلغت واشنطن عبر السفارة السويسرية في طهران أن حصول أي حرب على لبنان، ستؤدي إلى حدوث تغيير تصعيدي في موقف إيران؛ وسوف تغير طهران من موقفها الداعم لعدم توسيع الحرب..

حزب الله غير معني بحدوث حرب، ولكنه يعلم أن دينامية السلوك العسكري الإسرائيلي المتصاعد في ميدان جنوب لبنان، قد يؤدي في أية لحظة إلى أنزلاق الوضع على نحو حدوث حرب فعلية.

Exit mobile version