خاص الهديل:
بقلم: ناصر شرارة
قال أمس نتنياهو أن هناك مفاوضات من أجل إخراج قادة حركة حماس من قطاع غزة.. وقدم نتنياهو هذا الخبر بوصفه إنجازاً يمكن الذهاب إليه لتحقيق النصر على حركة حماس !!
غير أن كلام نتنياهو يؤشر إلى تراجعه عن السقف الذي وضعه لإعلان نصره وهو قتل قيادة حماس أو القبض عليها.. لكن الآن يقبل بخروجها من غزة؛ علماً أن هذه الخطة لإنهاء الحرب لن توافق عليها قيادة حماس وهي مطروحة من جانب واحد..
.. أصل الفكرة تم إنتاجها من قبل أحد مراكز الأبحاث الإسرائيلية وذلك خلال دخول حرب غزة شهرها الثالث. وترتكز هذه الفكرة على تكرار ما يسمى بنموذج بيروت في العام ١٩٨٢ عندما جرى الاتفاق على أن ينهي شارون – بيغن حصار بيروت شرط موافقة ياسر عرفات على الخروج مع قيادته ومئات المقاتلين الفلسطينيين من بيروت إلى تونس عبر البحر. وحالياً يمكن بنظر مصممي هذه الفكرة، تكرار نفس هذا السيناريو في غزة، حيث يوافق نتنياهو على وقف الحرب على غزة شرط موافقة يحيى السنوار ومحمد الضيف وأترابهما على الخروج من غزة عبر البحر أو عبر معبر رفح..
ولكن هذه الفكرة تواجه الكثير من العقبات أولها أنه كان المطلوب من عرفات عام ١٩٨٢ الخروج من دولة عربية (لبنان) إلى دولة عربية ثانية (تونس) وذلك وفق سيناريو كان يعرف عرفات أن محطته الأخيرة ستكون رام الله؛ أي العودة إلى بلده فلسطين؛ أما قيادة حماس فإن المطلوب منها الخروج من بلدها في فلسطين إلى بلد عربي أو أجنبي؛ أي أن المطلوب منها أن توافق على قرار نفيها.
العقبة الثانية تتمثل بأن إسرائيل لا تملك وقائع عسكرية تسمح لها بفرض شروط على قيادة حماس؛ ذلك أن الوضع العسكري في غزة لا يزال غير محسوم ولا يبدو أن تل أبيب تملك القدرة على الحسم.
العقبة الثالثة تتمثل بالسؤال عن البلد الذي يقبل بإستضافة قيادة حماس؛ وأي بلد ستقبل حماس بالذهاب إليه في حال وافقت على نفي ذاتها. هناك أربع دول مقترحة الأولى الأردن والثانية تركيا وهناك دولتان قد تختار قيادة حماس – الداخل اختيارهما وهما لبنان وإيران.
بكل الأحوال إن مجمل هذا الاقتراح لا يزال عبارة عن سيناريو مستبعد الحصول؛ ولكن نتنياهو يتقصد أن يسوقه الآن وذلك ضمن محاولاته لاختراع هدف جديد يسمح له بإطالة الحرب، ويتحجج بأنه ينتظر تحققه حتى يؤجل فتح صفحة اليوم التالي في غزة..