أمسية ثقافية مميّزة احتفاءً بالجواهري وعبد الحسين شعبان
بيروت – خاص
أقام النادي الثقافي العربي ندوة ثقافية احتفاءً بمنجز الأكاديمي المفكّر العراقي الكبير عبد الحسين شعبان، والموسوم “جواهر الجواهري”، الذي كتبت مقدّمته الشاعرة الكويتية المعروفة د. سعاد الصباح.
وعكست الأمسية الثقافية، التي حضرها نخبة من المثقفين اللبنانيين والعرب، وفي مقدمتهم دولة رئيس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة، الدور الحيوي الثقافي والأدبي والحضاري لبيروت، منارة العرب وواحة الحريّة.
وكانت الأستاذة سلوى السنيورة بعاصيري، رئيسة النادي الثقافي العربي، الذي تأسس في العام 1944، قد رحبّت بالمحتفى به، وأشادت بمنجزاته الأكاديمية والثقافية، وتناولت أهمية كتابه الجديد، الذي يُعدّ إضافة متميّزة للمكتبة الشعريّة بعامة ولشعر الجواهري بخاصة، لاسيّما وهو يمثّل موسوعة مفهرسة ومبوبة ومختارة من شعر الجواهري بعد كتابه الأول عنه “الجواهري في العيون من أشعاره”، والذي صدر بالتعاون مع الشاعر الكبير في العام 1986، وقد اعتُبر في حينها من أبرز الإصدارات، التي شملت مختارات من شعر الجواهري، وكتابه الثاني عنه، الصادر في العام 1997 بعنوان “الجواهري: جدل الشعر والحياة”.
واختتمت رئيسة النادي الثقافي العربي كلمتها بالقول: إن المفكر والحقوقي شعبان حائز على دكتوراه في القانون العام 1977 (براغ)، ووسام أبرز مناضل لحقوق الإنسان في العالم العربي في العام 2003 (القاهرة)، وصدر له أكثر من 80 كتابًا في قضايا الفكر والفلسفة والقانون والأديان والثقافة والأدب وحقوق الإنسان.
وكانت الشاعرة والإعلامية نوال الحوار قد أدارت الحوار، الذي استمرّ ساعة وربع الساعة مع الكاتب شعبان، مشيرةً إلى أن الكتاب هو ترجمة عملية لكلّ شعر الجواهري طيلة 7 عقود ونصف من الزمن، لافتةً إلى أنه يركّز على شعر الجواهري ويوثّق كل ما صدر عنه بطريقة أكاديمية ومهنية جديدة ومتميّزة من حيث فهرسته وتبويبه وبحور قصائده، خصوصًا وأن هناك الكثير ما يجمع الشاعر بالكاتب، فكلاهما شربا من منبع واحد، ويتحدّران من عائلتين دينيتين ومن النجف ومتقاربتين فكريًا، وعاشا سنوات عديدة في براغ ودمشق، وعرفا المنافي والتشرّد.
ثم بسط المفكر شعبان فرشة واسعة للتعريف بكتابه الجديد والجواهري وشعره ومناسبات قول قصائده ومعاركه الأدبية ونزعة التمرد والتحدي الملازمة له، مشيرًا إلى أنه الحلقة الذهبية الأخيرة في الشعر الكلاسيكي (العمودي)، على الرغم من أنه حاول التجديد من داخل المدرسة التقليدية، لكن شعره ظلّ من حيث الشكل والتركيب عباسيًا، وألقى ضوءًا على العبقرية الجواهرية، التي امتازت بها عدد من قصائده.
واختتم د. شعبان حديثه بالتوقف عند قصيدة يافا، التي عمرها كما قال من عمره، حيث أنها ولدت في العام 1945 وكأن الجواهري كان يتنبأ بما سيحصل لفلسطين، وها هي اليوم غزة تعاني وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة من الاستلاب والقهر والتدمير وحرب الإبادة، وأشار إلى أن فلسطين والعروبة كانت في ضمير الجواهري، وذلك ردًا على من يريد الانتقاص من عروبته، فقد قدم في شعره خدمة ليس للأمة العربية فحسب، بل للغة العربية أيضًا.
ودار نقاش بين المحاضر والجمهور، بما فيه علاقة مظفر النواب بالجواهري، وحول شعره الأربعيني قياسًا لشعره المتأخر وعلاقة الجواهري وشعبان ببيروت.