خاص الهديل:
غنوه دريان
لبنان الأخضر الذي تغنى به الشعراء وفيروز وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وكثر، أصبحت حدائقه الغنّاء مرتعاً للعامة يعبثون في جمال طبيعتها وهوائها العليل…
حرش بيروت الذي هو الرئة الوحيدة الذي يتنفس من خلالها سكان بيروت، خاصة من محدودي الدخل الذين ينشدون فيه الراحة في بلد مليء بالعشوائية والباطون الهش، حيث تحولت جمالية الحرش الي بيئة موبوئة تمارس فيها كل أنواع الموبقات سواء البيئية منها او الأخلاقية، فبدل أن يكون الصنوبر والشربين والسنديان مكانا للراحة واستنشاق الهواء النقي، أصبح مكانا لممارسة العلاقات غير الشرعية “على عينك يا تاجر” وهي مظاهر بعيدة كل البعد عن عادات وتقاليد أهل بيروت.
وفي أماكن أخرى هناك من حوّل تلك الواحة الخضراء الى أماكن للشواء يملؤها الغبار والرائحة الكريهة، بالإضافة الى بقايا قشور الترمس التي يتناولها المترددون على الحرش، ويرمون القشور على الأرض بالإضافة الى الحفاضات حيث تعمد الأمهات الي تبديل حفاضات أطفالهن في الهواء الطلق دون مراعاة للنظافة والسلامة العامة، عدا ما تشاهده من اطفال يركضون هنا وهناك دون حسيب ولا رقيب….
ألا يخشى ذوو الأطفال عليهم من عمليات التحرش والاغتصاب التي للأسف الشديد أصبحت من سمات المجتمع اللبناني؟
كأن حرش بيروت قد تحول الي ساحة مباح فيها ممارسة كل ما يشوه الحجر والبشر.
كأن حرش بيروت تحول الى شيء آخر لا ينطبق عليه لقب مكان راحة البيارتة.
مخالفات كثيرة تجري في المكان ولا من حسيب ولا رقيب .
فهل يقبل سعادة محافظ بيروت بأن يتحول الحرش الى مكان تتكرر فيه عمليات السلب والسرقة وتعاطي المخدرات؟.
يحاول الاهالي في تلك المنطقة حماية أنفسهم والحفاظ على الحد الأدنى من مظاهر الحرش التي تتماشى مع عادات وتقاليد اهل بيروت لكن ذلك قد يترجم الى اعتماد ظاهرة الأمن الذاتي وهذه الخطوة يمكن أن تقود المنطقة الى تبعات خطيرة جدا فيما بعد..