من هو “خليفة” عماد مغنية داخل “حزب الله”؟ تقرير إسرائيليّ يُعلن
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً وصفت فيه “وحدة الكوموندوس” التابعة لـ”حزب الله” بـ”الخطر الواضح” بالنسبة لإسرائيل.
ويقول التقرير ” إنَّ تلك الوحدة تضمُّ آلاف المقاتلين المهرة، ناهيك عن امتلاكهم أسلحة متقدمة وتلقيهم تدريباً مُكثفاً ومُركزاً، ويضيف: “كان الغزو واسع النطاق لإسرائيل هو الخطة الرئيسية التي تأسست من أجلها وحدة الكوموندوس التابعة لحزب الله والتي تُعرف ب”فرقة الرضوان”. مع هذا، فإنّ الهجوم المُفاجئ لحركة حماس يوم 7 تشرين الأول الماضي ضد إسرائيل انطلاقاً من غزة، وتبادل إطلاق النار المستمر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، كلها عوامل ساهمت في تغيير خطط قوة الرضوان، لكن الهدف بقيَ كما هو، وكذلك التهديد”.
يوضح التقرير أنّ القائد العسكريّ السابق لـ”حزب الله” الراحل عماد مغنية، هو الذي أسّس “وحدة النخبة” في “حزب الله”، مشيراً أنه في البداية كان يُطلق على تلك الوحدة إسم “قوات التدخل السريع”، وقد تم تحديد مهمة المنضوين تحتها بالإعداد لغزو شاملٍ لإسرائيل واحتلال مستوطنات في الجليل.
ويتابع: “لقد تورّطت “قوة الرضوان” في عددٍ غير قليلٍ من الأحداث عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، بما في ذلك اختطاف الجنديين إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف عام 2006، وهذه العملية أدّت إلى إندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006″.
ويُكمل: “في العام 2008، قُتل مغنية في إنفجار غامض بدمشق، وتقول تقارير أجنبية إن هذا الاستهداف جاء من خلال عملية مشتركة بين الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأميركية”.
ويكشف التقرير أنهُ بعد تصفية مغنية، خضعت “قوة الرضوان” لتغييرات هيكلية كما جرى تغيير اسمها أيضاً لتحمل لقب مغنية الذي كان يُعرف بـ”الحاج رضوان”.
واعتبر التقرير أن القضاء على مغنية لم يتسبب في تباطؤ “حزب الله” بل على العكس تماماً، فبعد فترة وجيزة من إغتيال مغنية، قال أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله إن دماء مغنية ستمحو إسرائيل من الوجود وسيواصل إخوته طريقهم وسيُدرك العدو أنهُ ارتكب خطأ فادحاً”.
ويكشف التقرير أنّ علي الطبطبائي هو الذي يتولى قيادة “وحدة الرضوان” حالياً، ويقولُ إن “منشورات أجنبيّة تشير إلى أن إسرائيل حاولت القضاء على الطبطبائي عام 2005 من خلال مهاجمة سيارتين لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية”.
تلفت “يديعوت أحرونوت” إلى أنَّ إجراءات القبول في “قوة الرضوان” ليست بسيطة، في حين أن المنتسبين إليها سيخضعون لتدريباتٍ خاصة واختبارات كثيرة وبالطبع هناك سرية تامة، وتضيف: “بحسب المنشورات، فإنّ العناصر الذين يتم قبولهم في قوة النخبة يخضعون لتدريبات على استخدام أسلحة وأدوات لا يعرفها باقي عناصر الحزب كما أنه ليس لديهم خبرة في استخدامها”.
ويكشف التقرير أن قادة من الحرس الثوري الإيراني يشاركون في تأهيل وتجهيز عناصر تلك القوة، ويضيف: “التدريب الذي يتم يشمل من بين أمور أخرى، كيفية استخدام القناصة، استخدام الصواريخ المُضادة للدروع، التدريب على القيادة العملياتية، كيفية التصرف في حال تم القبض عليهم من قبل العدو، تشغيل الطائرات من دون طيار لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية، وغيرها من الأمور”.
ومن أجل تعويد الناشطين على نشاط عسكري طويل ومتغير، توضح “يديعوت أحرونوت” أنهُ “تم إرسال أفراد القوة لمساعدة النظام السوري في الحرب الأهلية التي اندلعت هناك عما 2011″، وتُكمل: “لقد كانت “قوة الرضوان” قوة قتالية كبيرة في المعارك السورية، وقد حقق رجالها انتصارات في المناطق التي قاتلوا فيها”.
وبحسب منشور لمعهد “ألما” الإسرائيليّ، فإنّ عناصر القوة ما زالوا منتشرين في مناطق مختلفة من سوريا ويعملون هناك مع القوات الموالية لإيران وكذلك مع “فيلق القدس” الإيراني.
التقرير يقول أيضاً إنَّ الخطة الرئيسية التي تدرب عليها عناصر القوة في الواقع، هي مصدر إلهام للهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس في 7 تشرين الأول. وبحسب المنشورات، فإن هناك الوحدات القتالية لحزب الله ستكون المسؤولة عن الضربة الافتتاحية التي ستتضمن إطلاقاً كثيفاً للصواريخ وقذائف الهاون على طول الحدود، كما أن المقاتلين سيتولون مسؤولية تحييد وسائل المراقبة من خلال نيران القناصة والطائرات من دون طيار المتفجرة والطائرات الانتحارية من دون طيار والصواريخ المضادة للدروع.
وفي المرحلة الثانية، يبدأ أعضاء الوحدة الخاصة في العمل. وبحسب الخطة التي حللها تال باري – مدير قسم الأبحاث في مركز علما، من المتوقع أن يقوم عناصر “قوة الرضوان” في هذه المرحلة باقتحام كامل واختراق الحواجز. أما في المرحلة الثالثة، من المفترض أن يعبر النشطاء سيراً على الأقدام وعلى دراجات نارية ومركبات رباعية الدفع باتجاه المستوطنات والقواعد القريبة من الحدود.
أما الخطوتان الأخريان، بحسب باري، فهما احتلال المستوطنات والقواعد القريبة من الحدود ومحاولة اختطاف جنود إلى الأراضي اللبنانية. وبعد ذلك يخطط عناصر الرضوان لتحصين المكان والاستعداد لهجوم مضاد للجيش الإسرائيلي.
وبينما تدعي إسرائيل أنها دمرت الأنفاق عبر السياج التي حفرها حزب الله، يقترح باري الأخذ في الاعتبار احتمال وجود المزيد من هذه الأنفاق التي لم يتم تحديد موقعها.
وفي تحقيق نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية قبل نحو 3 أشهر، استند إلى تقرير لمعهد “ألما”، زعم أن حزب الله أنشأ شبكة من الأنفاق يبلغ مجموع أطوالها مئات الكيلومترات. وبحسب الصحيفة، فإن حفر الأنفاق بدأ في الثمانينات، وبعد حرب لبنان الثانية تسارعت عمليات الحفر تحت غطاء “شركات البناء والزراعة المدنية”.
وفي الأشهر الأخيرة، حاول حزب الله تدمير القدرات والمعدات التقنية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية دون توقف.
وقبل أيام، قال باري إنه “حتى الآن، لم يضرب الجيش الإسرائيلي التشكيلات المهمة لحزب الله”، وأضاف: “تقييمنا هو أنه بدلاً من مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية والأسلحة الدقيقة، يمتلك حزب الله الآلاف”.
وعلى الرغم من اغتيالات كبار الضباط، فإن “ألما” يقدر أن كفاءة” قوة الرضوان” لم تتضرر، لأنها تعمل في قيادة مستمرة، وللإضرار بقدراتها، هناك حاجة إلى إجراءات أكثر أهمية.
وفي السياق، يقول باري: “إن الرضوان لا يزال يمثل تحدياً وخطراً واضحاً وفورياً في سياق أي نوع من الغزو للأراضي الإسرائيلية. نحن نقدر أن قوة الرضوان، إذا أرادت ذلك، لا يزال بإمكانها تنفيذ خطة غزو في الشمال، والتي ستكون محدودة أكثر، بقوة تتألف من 100 إلى 200 عنصر وفي منطقة أصغر مما كانت مستعدة له قبل هجوم حماس”.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فإن “السبب الذي يجعل القوة قادرة على تنفيذ خطة محدودة ليس الضرر الذي لحق بالقدرة، بل غياب عنصر المفاجأة الذي سُرق بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس