خاص الهديل
ثلاث حوادث مرت على إيران على صعيد تحطم طائراتها الرئاسية، لكن هذه المرة الأولى التي لا ينجو أحد من على متنها.
الحادثة الاولى حصلت في شهر آب من عام 1980 حيث نجا الرئيس أبو الحسن بني صدر ومرافقوه من تصادم بين مروحيتين قرب الحدود الغيرانية والعراقية، والثانية في حزيران من 2012 عندما نجا أيضاً الرئيس محمود أحمدي نجاد من تحطم مروحية في مرتفعات البرز بعد تعرضها لخلل فني.
سيناريوهات كثيرة أصبحت متداولة اليوم بشأن تحطم طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي التي كانت عائدة من تدشين سد مشترك مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف على نهر آراس الحدودي بين البلدين.
الفرضيات تبدأ بفرض نفسها؛ هل الحادث نجم فعلأً عن ضباب مرتفعات أذربيجان!! إلى فرضية اخرى وهي ضلوع الموساد الإسرائيلي بتصفية الرئيس الإيراني ووزير خارجيته!!
تلك الفرضية تناولها إعلام إيراني موالٍ قبل تأكيد مقتل رئيسي بساعات، على الرغم أن الموساد الإسرائيلي ينشط بقوة في أذربيجان الحليف التاريخي لإسرائيل
والتي كان الرئيس الإيراني على حدودها يلتقي برئيسها.
السيناريو الثاني هو تصفية داخلية، على إعتبار أن رئيسي هو المرشح الأبرز لتولي ولاية الفقيه خلفاً للمرشد الأعلى علي خامنئي، خاصةً بعد دعم ومساندة الأخير له في الإنتخابات الرئاسية عام 2021، إضافةً أن رئيسي يتنافس مع ابن خامنئي مجتبى علي خامنئي، مما أثار شكوكاً حول ضلوع الأخير؛ إلا أن هذه الفرضية قد تكون مستبعدة لكون وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان من الدائرة الضيقة لفيلق القدس.
في المحصلة أن المروحية التي تحطمت هي من صناعة أمريكية وتعود الى سبعينات القرن الماضي، استقدمتها إيران في عهد الشاه وعدلت عليها الجمهورية الاسلامية، والأكيد أيضاً أن الحادثة كشفت مدى هشاشة إيران على صعيد المجال الجوي، على إعتبار أنها دولة تطور نظاماً نووياً متقدماً تهدد فيه دولاً، فيما أنها لا تملك طائرات حديثة ولا طائرات ذات رؤية ليلية.
والمؤكد أن مرشد الجمهورية الإيرانية سارع لإعلان تدبير شؤون امته قبل ساعات عديدة من الوصول على الطائرة المحطمة، يُضاف إلى ذلك أن رئيسي المعروف بقاضي الموت يتمتع بثقة المرشد الإيراني رغم كل الإخفاقات والأزمات وعلى رأسها ثورة مهسا أميني التي حملت شعار “الموت للديكتاتور” الذي يستهدف المرشد مباشرةً.
والمعروف أن المرشد سيتعاون مع رئيسي القضاء والبرلمان لعقد انتخابات رئاسية يُعتقد أن رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني هو أكثر الشخصيات المرشحة لرئاسة البلاد خلفاً للرئيس الراحل ابراهيم رئيسي.