الهديل

خاص الهديل: خارطة طريق للحل في لبنان لا تزال قيد الإعداد والتفاعل بين باريس والرياض وواشنطن..

خاص الهديل:

كتب بسام عفيفي:

رغم كل السلبيات التي تعكر صفو الجو السياسي اللبناني الداخلي وأجواء الإقليم؛ إلا أنه يوجد بصيص نور في آخر نفق الاتصالات التي تجري علناً أو بعيداً عن الإعلام، بين دول كبرى بشأن الوضع في لبنان وأُفق الحلول المطروحة بشأنه..

وضمن هذا الجو تبرز عدة ملاحظات يجدر التوقف عندها، كونها تحمل دلالات – ولو حذرة – توحي بتفاؤل ما:

الملاحظة الأولى هي عودة الاتصالات السعودية الفرنسية بشأن لبنان؛ ومعروف في هذا المجال أن باريس والرياض تشكلان ثنائية عربية أوروبية وازنة تستطيع، كما فعلت في مرات سابقة، أن تفتح كوة في انسداد الوضع السياسي اللبناني.

وأصل الفكرة هنا هو أن الرياض تستطيع منح التحرك الفرنسي تجاه لبنان شرعيته العربية والإقليمية، وهذه الشرعية تعطي فرنسا قوة إضافية على مستوى طلبها الدائم من أميركا بخصوص أن تعطي مبادرتها في لبنان، دعماً فعلياً، وليس شكلياً أو لفظياً.

ولم يعد خافياً أن ثلث مشكلة المبادرة الفرنسية تجاه لبنان منذ ١٧ تشرين العام ٢٠١٩ كانت عدم وضوح الموقف الأميركي منها. وبرز هذا الأمر بشكل خاص عندما كان ترامب رئيساً لأميركا، حيث حدث غير مرة أن قامت وزارة خزانة ترامب بفرض عقوبات على جهات وازنة في لبنان في نفس اللحظة التي كانت فيها المبادرة الفرنسية تتقدم في لبنان، ما كان يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.. وحينما وصل بايدن للبيت الأبيض اعتقدت الإليزيه أن صفحة إيجابية سيتم فتحها بين باريس وواشنطن في لبنان؛ ولكن هذا التوقع لم تثبت الأحداث أنه صحيح؛ فبايدن سار على خطى ترامب لجهة ترك ماكرون يتخبط وحيداً في الرمال اللبنانية؛ مع الاكتفاء بإعطائه الدعم الأميركي اللفظي فقط.

التغير المهم الذي حدث خلال هذه الفترة، هو أن إدارة بايدن تحتاج لحشد كل الطاقات الدولية والإقليمية للوصول إلى حل على مستوى رئاسة الجمهورية وعلى مستوى ترتيب هدنة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية؛ وهذه الحاجة الأميركية ذات الصلة ببحث بايدن عن إنجاز قبل موعد فتح صناديق الانتخابات الرئاسية الأميركية، هي التي جعلت البيت الأبيض ينظر باهتمام للحراك السعودي الفرنسي الحالي، ويراهن عليه – أي بايدن – للمساعدة بتحقيق تقدم ما تجاه الأزمة اللبنانية الرئاسية، قبل شهر أيلول المقبل.

الملاحظة الثانية تتعلق باحتمالات أن تحدث زيارات متتالية لودريان وهوكشتاين إلى لبنان وإسرائيل في فترة الشهر المقبل؛ وهذه المرة سيكون بين تحركي لودريان وهوكشتاين خيط تنسيقي واضح ومشترك، والهدف منه هو رسم صورة دولية وإقليمية وعربية داعمة لخطة عمل في لبنان تبدأ وفق التسلسل التالي: 

أولاً انتخاب رئيس للجمهورية؛ وثانياً تثبيت هدنة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية يليها خارطة عمل ومفاوضات بين بيروت وتل أبيب برعاية دولية؛ وثالثاً وبالتزامن تبدأ عملية بناء للقرى والبلدات الحدودية اللبنانية المدمرة بفعل المواجهات الأخيرة؛ وعودة المهجرين على طرفي الحدود؛ رابعاً وضع تصور لموقع لبنان ودوره داخل الصورة الجديدة للأدوار التجارية والسياسية للمنطقة.

Exit mobile version