الهديل

إسرائيل تهدّد المحكمة الدولية… خوفاً؟؟؟

إسرائيل تهدّد المحكمة الدولية… خوفاً؟؟؟

كتب عوني الكعكي:

 

للمرّة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل يبدو أنها وقعت في موقف محرج جداً… بل أكثر، إذ تبدو خائفة خوفاً شديداً من المحكمة الجنائية الدولية، لذلك أخذت تعمل على خطّين:

الخط الأوّل: محاولة ترهيب المحكمة بكل أنواع التهديدات، كما هدّدت جنوب أفريقيا، حتى وصلت الأمور الى تهديد القضاة.

والخط الثاني: الاستنجاد بأميركا. فكما هو معلوم فإنّ الولايات المتحدة أخذت تضع خططاً لإنقاذ إسرائيل: ساعة بالوعود وساعة بالتهديدات الأخرى.

ولكن عظمة المحكمة وعظمة القضاة الذين لا يهابون إلاّ ربهم سوف تعطل الأمور على نوايا إسرائيل.

ونستدل على ذلك بما قاله وكشفه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن قيام دول أوروبية بترهيب قضاة المحكمة الجنائية الدولية للتأثير على سير القضية المرفوعة ضد قادة إسرائيليين… وكانت أميركا قد هدّدت المحكمة الجنائية الدولية أيضاً.

وقال بوريل مدافعاً عن المدعي العام كريم خان، الذي -برأيه- لم يفعل شيئاً أكثر من توجيه الاتهام، في حين ان المحكمة هي التي ستقرر.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد أعلن أنه تقدّم بطلبات لإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وتلزم مذكرة الاعتقال جميع الدول الـ123 الموقعة على “اتفاقية روما”، والتي تستمد المحكمة سلطتها منها، بالقبض على الشخص الذي صدرت بحقه مذكرة التوقيف عند الوصول الى أراضيها.

تهديد المحكمة الجنائية الدولية لم يكن المرّة الأولى، فقد عمدت إسرائيل الى تهديد هذه المحكمة وهاكم الدليل:

فقد كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، ان الرئيس السابق لجهاز الموساد الاسرائيلي، يوسي كوهين، هدّد المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في سلسلة من الاجتماعات السرّية، حاول خلالها الضغط عليها للتخلي عن التحقيق في جرائم الحرب.

وجرت الاتصالات السرّية التي أجراها كوهين مع المدعية العامة للمحكمة الدولية يومذاك، فاتو بنسودا في السنوات التي سبقت قرارها فتح تحقيق رسمي في جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونقلت “الغارديان” عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله: “إنّ تورّط كوهين شخصياً في العملية ضد المحكمة الجنائية الدولية، حدث عندما كان مديراً لـ”الموساد”… وقد تمّ التصريح بأنشطته على مستوى عالٍ، وتمّ تبريرها على أساس ان المحكمة شكّلت تهديداً بملاحقة أفراد عسكريين.

وقال مصدر إسرائيلي آخر، مطلع على العملية ضد بنسودا “إنّ هدف “الموساد” كان تجنيد المدعية كشخص يتعاون مع مطالب إسرائيل”.

وقال مصدر ثالث مطلع على العملية أيضاً إنّ كوهين كان بمثابة “الرسول غير الرسمي” لبنيامين نتانياهو.. وأكدت أربعة مصادر ان “بنسودا” اطلعت مجموعة صغيرة من كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على محاولات كوهين التأثير عليها، وسط مخاوف بشأن طبيعة سلوكه المستمرة والمهدّدة بشكل متزايد.

وكان ثلاثة من تلك المصادر على معرفة بما قالته بنسودا واعترافاتها الرسمية للمحكمة الجنائية الدولية حول هذه المسألة.

وقالوا إنها كشفت ان كوهين مارس ضغوطاً عليها في مناسبات عدّة لعدم المضي في تحقيق جنائي في قضية فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ووفقاً لمصدرين موثوقين… فإن “الموساد” اهتم بشدّة بعائلة بنسودا وحصل على نسخ من التسجيلات السرّية لزوجها، ثم حاول المسؤولون الاسرائيليون استخدام هذه المعلومات لتشويه سمعتها.

وقالت “الغارديان”: “في جهود للموساد للتأثير على بنسودا، تلقت إسرائيل الدعم من حليف غير متوقع وهو جوزيف كابيلا الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية”.

وتشكّل المعلومات التي تمّ الكشف عنها حول عملية كوهين، جزءاً من تحقيق تجريه صحيفة “الغارديان” ومجلة “T972” الاسرائيلية ومجلة “لوكال كول” الناطقة بالعبرية والتي كشفت كيف أدارت وكالة الاستخبارات الاسرائيلية حرباً سرّية ضد المحكمة الجنائية الدولية لمدّة تقرب من عام.

وفي اتصال مع صحيفة “الغارديان”، أجراه مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، أعلن المكتب ان ما جاءت به بنسودا مليء بالعديد من الادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحّة والتي تهدف الى إيذاء دولة إسرائيل.

هذا هو تاريخ إسرائيل… فليتعظ المكابرون.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

 

Exit mobile version