الهديل

هل كسرت “قواعد الاشتباك” جنوبا… هذه المرّة؟

النهار:

اتخذ التصعيد الميداني في العمليات الحربية المتبادلة بين #إسرائيل و”#حزب الله” في ##الجنوب ال#لبناني وشمال إسرائيل دلالات خطيرة في الساعات الأخيرة خصوصا ان الغارات الإسرائيلية تكثفت واتسعت على نطاق لافت عقب كشف النقاب عن ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امر الجيش الإسرائيلي بتوسيع ضرباته في لبنان . وبدا من الواضح ان الوتيرة التصعيدية التي اتسم بها تطوير عمليات الإغارة الإسرائيلية من جهة وتطوير القصف الصاروخيّ ل”حزب الله” من جهة مقابلة أحدثت نقلة نوعية في الواقع الميداني توحي باخطر كسر لقواعد الاشتباك منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بما يصعب معه تجاهل أخطار هذا التطور وان تكن تجارب الأشهر الثمانية من المواجهات عرفت مرات عدة نقلات مماثلة لكنها لم تفض الى انفجار حرب شاملة ، كما يخشى كثيرون راهنا . ولعل اللافت في ارتفاع وتيرة التصعيد الميداني على جبهة الجنوب اللبناني انها تزامنت مع اندفاع التحركات المتصلة بالحرب في غزة ولا سيما منها الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الجمعة ولاقت تأييدا واسعا من مختلف الدول وكما لاقت موافقة أولية من حركة “حماس” نفسها . واذا كان بعض المراقبين يستبعد نجاح المحاولة الأميركية المتقدمة جدا في سياق سعي إدارة بايدن إلى إحداث اختراق تاريخي يضع نهاية لحرب غزة ، فان هذه التقديرات المتشائمة تنسحب بقوة مماثلة على الواقع الميداني في جنوب لبنان حيث بدأت إسرائيل تطلق عمدا وبكثافة اكبر من السابق مؤشرات الاستعدادات لتصعيد كبير لم يعد ممكنا تجاهله في اطار استبعاد وتقليل معظم القوى السياسية والجهات المراقبة في لبنان لهذا الاحتمال . وهو الامر الذي سبق لكل من فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى ان حذرت لبنان منه ولا تزال تنبه لبنان اليه حتى اللحظة. 

 

 

اذا يوم البارحة كان بدوره بالغ السخونة ميدانيا ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بانه “يوم حافل بصفارات الإنذار وسقوط الصواريخ في الشمال عند الحدود مع لبنان”. وشهدت الساعات الأخيرة مفاجأة جديدة على الحدود اللبنانية حيث استهدف “حزب الله” بصاروخ أرض جو مسيّرة تعد من أهم ما يملك سلاح الجو الإسرائيلي من مسيرات من طراز “#هيرمز 900″، ويجري التحكم بها عن بعد من الأرض . وأوضح الجيش ال#اسرائيلي أنها ال#مسيرة الرابعة التي تسقط بصواريخ حزب الله. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية ان إسقاط “هيرمز” هو حادث استثنائي جداً ويُظهر قدرة “حزب الله” على إسقاط مسيّرات تابعة لسلاح الجو.

 

وترافقت عمليات الحزب مع تصعيد عنيف للطيران الحربي الإسرائيلي ليدخل الفوسفور مجدداً ناسفاً الأخضر في ما تبقى من أحراج الجنوب. 

كما استهدفت صواريخ ثقيلة للحزب قاعدة عسكرية ضخمة بالقرب من كريات شمونة، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي لإصدار أكثر من بيان يوضح من خلاله أن نحو 70 في المئة من مستوطنة كريات شمونة بات مدمرا.

 

ووفق معلومات تبيّن ان الطائرة هيرمز ٩٠٠ التي أسقطها “حزب الله” كان قد تبقى من حمولتها المسلحة صاروخ حيث قام الجيش اللبناني بتفجيره . وفي حين نجح شاب لبناني بسحب جناح المسيرة قبل قصف المكان، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عنيفة بينها غارة على صديقين في قضاء صور أوقعت 7 جرحى وحالة خطرة وتركت دمارا هائلا .وأتبع الحربي الإسرائيلي غاراته على بلدة القنطرة إضافة إلى قصف فوسفوري استهدف بلدة الخيام. وتداولت مواقع على “تليغرام” صورة لأطفال أصيبوا بشظايا في القصف على صديقين. 

 

واعلن الجيش الإسرائيلي مساء انه نفذ أكثر من 40 غارة على حدود لبنان خلال 72 ساعة . 

 

في المواقف من المشهد الداخلي برز كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أن “المقاطعة الناتجة من عدم الثقة بين اللبنانيين هي سيدة الموقف اليوم، لذلك لا يجرؤ احد على المبادرة الى فتح حوار وطني صريح وصادق يتفوّق على كل المصالح الشخصية والفئوية، وكذلك لا يرى احد جدوى من تلبية دعوة الى حوار لا يغوص جدّيًا في جوهر نقاط خلافية تراكمت حتى تحولت الى قنابل موقوتة”.وسأل في مؤتمر “التجدد للوطن” بعنوان “من لبنان الساحة…الى لبنان الوطن” : “أما آن الاوان لنكون رجال دولة حقيقيين لا نقيم اعتبارًا الا للبنان السيد الحر المزدهر، لبنان الرسالة والنموذج للشرق كما للغرب، فنبادر فورًا الى انتخاب رئيس للجمهورية يقود حوارًا وطنيًا مخلصًا للبنان يعيد الثقة ويضعنا على السكة الصحيحة لترسيخ الاستقرار ولاعادة البناء على الصعد كافة، وابرزها السياسية والمالية والاقتصادية والقضائية والامنية؟” واعتبر “أنَّ تألُّقَ الصيغةِ اللبنانيّةِ يَتعذّرُ بمنأى عن انتظامِ الاستقرارِ السياسيِّ والأمنيِّ والكيانيِّ في سائرِ دولِ الشرقِ الأوسط. تَطوّرُ المجتمعِ اللبنانيِّ جاء متنافِرًا. فئاتٌ كانت بعيدةً عن الفكرةِ اللبنانيّةِ صارت تُدافعُ عنها، وفئاتٌ أخرى كانت قريبةً منها ابْتعدَت عنها. تَجاهَلتْها وتَجهّلَت، والتحقت بأفكار أخرى لا تَـمُتُّ إلى الفكرةِ اللبنانية، حتى باتَ التوفيقُ بينهما مستحيلًا”.

 

من جهته، قال بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي: ” قد يكون الأفضل أن نتخلّى عن النظام الطائفيّ وقد يكون ذلك حلمًا عند البعض أو مطلبًا عند البعض الآخر، إنّما إلى أن يتحقّق الحلم والمطلب علينا ألّا ننساق إلى الفكر الطائفيّ الذي يقود في رأينا إلى الانتحار عاجلًا أو آجلًا وألّا نزرعه في عقول أبنائنا وقلوبهم. أضف إلى أنّ التجربة اللبنانيّة لا يكتمل نجاحها سوى بصونها من الداخل ومن الخارج. من الداخل بتمتين الوحدة والوفاق الذي صار له مرتبة دستوريّة بموجب وثيقة الوفاق الوطنيّ، ومن الخارج بالعمل على إبعاد لبنان عن الصراعات”.وسأل: “هل من الضروريّ القول في الختام إنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو بداية استعادة الثقة بعضُنا ببعض وبلبنان؟ إنّه الخطوة على طريق العودة الى حضن الوطن”.

 

على خط آخر وصلت جينين هينيس-بلاسخارت، المعينة حديثا في منصب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان وذلك لتولي مهام منصبها الجديد.

وستشغل هينيس-بلاسخارت منصب رئيسة بعثة مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان.

وفور وصولها، أعربت المنسقة الخاصة الجديدة عن تشرفها بمواصلة تمثيل #الأمم المتحدة عبر تولّيها منصبها في بيروت، مضيفةً: “في سبيل خدمة السلام والأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة خلال هذه الفترة الحرجة، أتطلع إلى التعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية وجميع الشركاء في لبنان والمجتمع الدولي لتعزيز تنفيذ القرار 1701 “.

Exit mobile version