خاص الهديل:
بقلم: ناصر شرارة
كتب اليوم يوسي يهوشوع وهو صحفي لشؤون الأمن والجيش في صحيفة جيروزاليم بوست مقالة يصف فيها ما يحدث بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة، بأنه قتالاً وليس مجرد جبهة ثانوية وخلص للقول أن هناك إمكانية لتدهور الأمور على نحو شامل.
يحصي يهوشوع إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ الثقيلة باتجاه مواقع عسكرية وأبنية داخل الجهة المحتلة من فلسطين، وأيضاً توجيه عشرات المسيرات ضد أهداف مختلفة؛ ويصف كيف أن نهاريا البعيدة عن الحدود مع لبنان بدأت تصبح غير آمنة. وطبعاً يذكر يهوشوع بالمقابل أن هناك خسائر كبيرة لحقت بالقرى والبلدات اللبنانية الحدودية وأيضاً بعناصر قيادية من حزب الله.
والواقع أن ما ذكر يهوشوع اليوم في جيروزاليم بوست يشي بأن ما يحدث على جبهة الجنوب اللبنانية مع إسرائيل لم “يعد جبهة ثانوية، بل أصبح حرباً حقيقة” رغم أن ميدانها لا يزال محدوداً نسبياً؛ ويشي أيضاً بأن ما يحدث تعدى نطاق أنه عمليات إسناد عسكرية بل بات مساراً تصاعدياً ونشطاً مرشحاً ليصبح حرباً إقليمية في أية لحظة.
ويضع يهوشوع تصوره هذا لتطور الموقف في جنوب لبنان انطلاقاً من إدراجه عدة تطورات لوجستية، يسلط الضوء على أبرزها:
إسقاط حزب الله مسيرة هرمز ٩٠٠ بواسطة صاروخ أرض جو. ويشير يهوشوع إلى أنه هذه المرة الثانية التي يتم فيها إطلاق صاروخ أرض جو ينجح بإسقاط “النجمة” وهو الإسم المعروفة به المسيرة هرمز ٩٠٠ المتطورة.
وعلى نحو متأخر يناقش حالياً المستوى العسكري الإسرائيلي السبب الذي لم يجعله يلتفت إلى نجاح الروس في أوكرانيا بإسقاط مسيرة هرمز ٩٠٠؛ ويلوم الأمنيون الإسرائيليون أنفسهم في هذا المجال، كونهم يعتقدون أنهم كانوا يجب منذ ذاك الوقت أخذ العبر لتحصين هذه المسيرة من إمكانية حصول مفاجآت معها بمواجهة حزب الله، كتلك التي تحصل معها في أوكرانيا.
يهوشوع يناقش في هذه الجزئية عما إذا كان أقله عمل المسيرات الإسرائيلية في سماء لبنان أصبح مقيداً؛ ويستدرك متساءلاً: هل هذا يقود لتوقع إضافي، وهو إمكانية أن تتفاجأ إسرائيل في لحظة معينة ببروز سلاح أرض جو مع حزب الله يجعل كل حركة التفوق الجوي الإسرائيلي في لبنان مقيدة وغير طليقة بشكل كلي كما هو الحال حتى الآن؟؟.
والواقع أن يهوشوع عبر صحيفة جيروزاليم بوست يطرح ثلاثة أسئلة، أو بعبارة أدق يعرض لثلاثة تحديات مستجدة تواجه تل أبيب اليوم على جبهة الشمال مع لبنان؛ وكل واحدة من هذه التحديات تشكل سبباً لرفع منسوب الحذر الإستراتيجي الإسرائيلي، وذلك على نحو يزيد من احتمالات انزلاق المواجهات بين إسرائيل والحزب إلى حرب شاملة:
التحدي الأول يتعلق ببروز سلاح صاروخي أرض – جو لدى حزب الله؛ وهذا يرفع التوقعات عن احتمال أن يكون الحزب قد طور ترسانته العسكرية المضادة للطائرات..
ومثل هذا التطور سيجعل إسرائيل تضيف إلى “شكواها” من ترسانة الحزب؛ عامل السلاح المضاد للطائرات إضافة لسلاح الصواريخ الدقيقة.
التحدي الثاني إتساع حالة عدم الإستقرار الإجتماعي في إسرائيل الناتج عن المواجهة مع حزب الله؛ بحيث لم تعد حصيلته ٦٠ ألف مهجر من مستوطنات الشمال بل يضاف إليهم أيضاً ٣٠ ألف إسرائيلي في نهاريا بدأت سلاسة حياتهم اليومية تضطرب..
التحدي الثالث يتعلق بكيفية تصنيف مواجهات الجبهة الشمالية: هل يجب التعامل معها على أنها “جبهة ثانوية” أم أنها “جبهة حرب محدودة” أم أنها “جبهة نشطة” تتجه كي تصبح حرب شاملة..
.. وكل هذه الصور للجبهة الشمالية يحتم على إسرائيل وضع توقيتات افتراضية لمعرفة متى تكون ساعة المبادرة بالحرب؛ وذلك حتى لا يحدث أن يمتلك الحزب عنصر المبادرة وامتلاكه لحظة المبادرة على نحو يفاجأ إسرائيل.