الهديل

د. حمد الكواري: ازدواجية المعايير في عالم يختل فيه التوازن..

‏د. حمد الكواري:
ازدواجية المعايير في عالم يختل فيه التوازن..

 

“حرية التعبير تتجزأ في فرنسا، فرغم أن الخطاب الرسمي الفرنسي يحاول أن يزعم ويَعِظَ العالم بأن فرنسا مصدر وأُم لـ”حرية التعبير” إلا عندما يتعلق الأمر بها، هنا تقفز ازدواجية المعايير
فرانسوا_بورغا

 

  ها هي ‎فرنسا تستضيف هذا الصيف اولمبياد 2024؛
هل سمعتم في الإعلام الفرنسي أو الغربي عن نقد بأي شكل من الأشكال!
وهل تابع أحد استعداداتها ومدى قدرتها على أداء الاستحقاق المطلوب؟
وهل تحدث أحد عن حقوق العمال الأفارقة والعرب الذين يقومون بالعمل من أجل هذا الاستحقاق؟
أم تمرّ الاستعدادات في جو من الصمت؟

وقد لاحظت أن الترتيبات مؤقته لا تضيف لباريس جمالا، بل على العكس شوهت جمال المدينة، كما لاحظت أن معظم العمال الذين يعملون ليل نهار لتركيب المواقع من أفريقيا ومن دول ‎المغرب العربي.
كما لا حظت أن باريس الآن وقبل الألعاب بفترة أصبحت حركة المرور مزدحمة ولا تطاق، وأن معظم الطرق مغلقة وما اسمعه من الفرنسيين أنفسهم أنهم لا يتطلعون إلى قضاء الموسم فيها، بقدر ما يأملون أن يتمكنوا من ترك باريس، حتى تنتهي الألعاب ويتم التنظيف، هذا إن تم لتعود باريس إلى حيويتها وجمالها.
إنها ازدواجية المعايير، لا شيء غير هذا الوصف البسيط ولعالم يختلّ فيه التوازن حتى في قلب دولة تدعي أنها مصدر حرية التعبير.

 

دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية

 

Exit mobile version