للمرة الأولى في تاريخ المكسيك تصل امرأة إلى منصب رئاسة الجمهورية منذ استقلال البلاد في عام 1821، وذلك بعدما دخلت مرشحة اليسار الحاكم كلوديا شينباوم التاريخ بفوزها في الانتخابات الرئاسية.
فقد حققت رئيسة بلدية مكسيكو سابقاً البالغة من العمر 61 عاماً، فوزاً ساحقاً بحصولها على 58 إلى 60% من الأصوات، على ما أظهرت النتائج الأولى الصادرة عن المعهد الانتخابي الوطني.
من هي كلوديا شينباوم؟
وشينباوم كانت مسؤولة عن السياسات العامة في العاصمة مكسيكو سيتي في شؤون البيئة بين عامي 2000 و2006، ثم تم انتخابها على رأس “وفد تلالبان”، وهي منطقة في جنوب مكسيكو سيتي، قبل أن تفوز بانتخابات رئاسة البلدية عام 2018.
وحظيت بالمنصب رغم مأساة مدرسة ريبسامين التي كانت تابعة لمنطقة تلالبان التي كانت تحت إشرافها، حيث أدى الإهمال في إسناد تراخيص البناء إلى مقتل 19 طفلاً وسبعة معلمين خلال زلزال عام 2017، وفق تقرير نشره موقع “فرانس 24” الناطق بالفرنسية.
ناشطة مناخية
في الثمانينيات، اشتهرت مدينة مكسيكو بأنها المدينة الأكثر تلوثًا في العالم. خلال هذا العقد، درست كلوديا شينباوم الفيزياء في جامعة أونام العامة حيث دافعت عن أطروحة البكالوريوس الخاصة بها حول كفاءة استخدام الطاقة في الأفران التي تعمل بالحطب.
وفي ذلك الوقت، كانت تذهب أحيانًا مع الأصدقاء لتركيب أنظمة طهي أكثر كفاءة في المناطق الفقيرة بشكل خاص، مثل ميتشواكان.
فيما ظلت كفاءة استخدام الطاقة مجالها المفضل، وهو الموضوع الذي نشرت حوله فيما بعد العشرات من المقالات العلمية، والذي كتبت عنه جزءا من تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في عام 2007 ــ وهو العام الذي فاز فيه فريق الخبراء الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ بجائزة نوبل للسلام.
وستتولى شينباوم مهامها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر خلفاً لمرشدها السياسي الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، لولاية مدتها ست سنوات حتى عام 2030.
سليلة عائلة يهودية
ويتعين على شينباوم، وهي سليلة عائلة يهودية فرت من النازية والفقر في ليتوانيا وبلغاريا، أن تواجه التحدي المتمثل في عنف تجار المخدرات.
ومنذ سنوات، تسجل المكسيك ما يزيد على 30 ألف جريمة قتل وسطياً كل عام، أي نحو 80 جريمة يوميا حيث تتنافس الكثير من الكارتلات للسيطرة على نقل المخدرات إلى الولايات المتحدة.