الهديل

ماذا قالت الطفلة الفلسطينية ابنة الـ8 سنوات لـ نتانياهو؟!!

ماذا قالت الطفلة الفلسطينية ابنة الـ8 سنوات لـ نتانياهو؟!!

كتب عوني الكعكي:

 

استمعت الى ڤيديو لفتاة فلسطينية لا يتجاوز عمرها الـ8 سنوات من دير البلح في قطاع غزة، وهي تتوجه للمجرم السفّاح بنيامين نتانياهو بكلام مفعم بالإيمان والصدق وبراءة الأطفال… ولا بدّ من التوقف عند محطات لكلامها الى نتانياهو، حين قالت: حسبي الله ونعم الوكيل. هذه الجملة وحدها تصدر عن ابنة 8 سنوات تعني الكثير، وتختصر المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني من قهر وحرمان وتعذيب وتجويع.

هذه الفتاة هي نموذج لهذا الشعب العظيم، الشعب الفلسطيني الذي لا يُقهر رغم المحن والمصائب التي توالت عليه، إذ لم يتعرّض شعب في العالم لعمليات إبادة كما تعرّض لها الشعب الفلسطيني، وذلك منذ عام 1948، أي منذ 76 سنة وإسرائيل تمارس جميع أنواع العنف والقهر والإبادة والتعذيب.. والسجن. إذ يكفي ان يكون هناك 5000 فلسطيني في السجون الاسرائيلية من دون محاكمة، وهذا تحدٍّ لكل الأعراف الدولية وأقلها حقوق الانسان في الحياة.

هذا الشعب العظيم لا يموت، ولن يموت مهما حاولت إسرائيل أن تعتدي على الأطفال والنساء والمواطنين العُزّل لسبب بسيط هو ان إيمان الشعب الفلسطيني بدينه وأرضه أقوى من جميع قوى العالم، وسوف ينتصر هذا الشعب مهما طال الزمن… وفلسطين عربية شاء من شاء وأبى من أبى.

في محاولة لإعلان صمودهم وإصرارهم على البقاء في أرضهم يرقص أطفال نازحون في مدينة دير البلح على وقع أغانٍ وموسيقى تفاعلوا معها، مناشدين العالم للعيش بسلام وأمان كباقي أطفال العالم.

أطفال غزّة يلعبون بلا اكتراث لأصوات القصف والطائرات الحربية، حيث ينغمسون في مجموعة من الحركات التي تعكس تحديهم لآلة الحرب الاسرائيلية.

وتتابعت وقفات الأطفال البطولية… فراح أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟.. ألسنا بشراً؟..

وفي دير البلح، الأطفال يطالبون بحقهم وحق جميع الأطفال بالتعليم والحياة الكريمة.

هكذا هو شعب فلسطين… أبطال “طوفان الأقصى” يواصلون تلقين إسرائيل والعالم من ورائها دروساً في الصمود والتضحية وأطفال هذا الشعب الصامد، يجهرون بآرائهم غير مكترثين بما ينتظرهم.

وكم أذهلني طفل فلسطيني مصاب، يتلقى الاسعافات الأولية في دير البلح رمز الصمود… والطفل المصاب يتوعد نتانياهو ومن معه بنارٍ موقدة.

هذه المناظر المصوّرة، عادت إليّ من جديد، أمس وأنا أتابع موقف طفلة فلسطينية صغيرة من دير البلح، وهي تتحدّى رئيس وزراء الكيان الصهيوني خلال مقابلة صحافية مع إحدى محطات التلفزيون.

فماذا قالت الطفلة البطلة؟:

“لم أستطع النوم ليلة أمس… فكلما غفت عيناي أصحو من جديد بسبب الغارات المكثفة التي يقوم بها جيش الكيان الاسرائيلي”.

وقالت الطفلة ردّاً على سؤال: ما رسالتك الى العالم؟ وفي كلامها صدقُ وإيمان وإصرار على الصمود:

“أريد أن أقول للعالم: سأبقى صامدة فوق أرضي… سأظل هنا حتى ينقطع نفسي… لن أغادر وسنظل صامدين رغم الفقر والجوع والحرمان.. فأنا دمي فلسطيني”.

وفي رسالة وجهتها الى نتانياهو وأركان حربه قالت: “حسبي الله ونعم الوكيل فيكم… وأريد أن أقول لكم: كما جوّعتمونا وأخرجتمونا من بيوتنا التي هدمت فوق رؤوسنا، سنصمد وسنقاتلكم وسنعلمكم دروساً في الأدب والانسانية، سأبقى حتى أموت وأدفن في أرضي الزراعية… فأهالي فلسطين لا يتخلون عنها”.

إنها صوت طفلة فلسطينية.

قالت: “لن نستسلم رغم اعتمادكم على قوى العالم العظمى، لأنّ اعتمادنا نحن على الله الملك القدوس. بيتي هُدِم، سأعود الى أرضي وأضع خيمة… أكبر خيمة وأرفع عليها علم فلسطين”.

أضافت: “مدرستي تهدّمت وقُتلت رفيقاتي… لن نيأس… الفلسطيني لا يستسلم… والله سيكون معنا رغم كل شيء سننتصر… إن جعنا لن نستسلم، إن بردنا لن نستسلم، إن أصبنا لن نستسلم، وإذا قتل منا اخوان وأخوات سيأتي مكانهم… أرضنا هنا وهي لنا… وليعلم نتانياهو ومن لفّ لفّه ان فلسطين لنا وستبقى لنا… وإن قتلوا أعداداً كثيرة منا، فالأطفال سيكبرون وهم سيحملون مشعل الثورة وسيكملون الطريق”.

أضافت: “لا حلّ إلاّ بالنصر وباستعادة حقوقنا، وليعلم الغاصبون أنّ نهايتهم باتت قريبة”.

عندما أنهت الطفلة الصغيرة كلماتها… قلت في نفسي.. إنّ شعباً يمتلك هكذا جيل، لا يُهزم، ولن يُهزم أبداً… مهما بلغت قوّة الغاصب والمعتدي، فعلى الظالم ستدور الدوائر… وإنّ وعد الله حق والله وعد الصابرين الصامدين بالنصر المؤزّر… وهو سبحانه لا يُخْلف الميعاد.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version