الهديل

خاص الهديل: من بلينكن لغانتس: بايدن يعلق صوره الانتخابية على جدران المنطقة!!

خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة

خرج أمس – كما كان متوقعاً منذ فترة – كل من غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب المسؤول عن توجيه العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة؛ وهناك جهات تربط بين توقيت خروجهما من كابينت الحرب وبين مجيء بلينكن في زيارته الثامنة إلى المنطقة للتوسط لوقف الحرب بحسب ما تعلنه الخارجية الأميركية!!

 

.. غير أن مصادر دبلوماسية في بيروت تؤكد أن توقيت خروج غانتس وآيزنكوت ليست له علاقة عملية ومباشرة بزيارة بلينكن الراهنة؛ ذلك أن الحدث الأول يتفاعل منذ نحو شهرين ضمن سياقاته الإسرائيلية الداخلية الخاصة به؛ فيما الحدث الثاني (أي زيارة بلينكن) لا يأتي للضغط على نتنياهو، بل لتنظيم الاشتباك السياسي بين بايدن ونتنياهو نظراً لأن الأول دخل مرحلة حسابات الإنتخابات الرئاسية الأميركية المباشرة والملحة.

 

وتقول هذه المصادر عينها أنه منذ هذه اللحظة بات يجب النظر إلى كل حركة تصدر عن إدارة بايدن بوصفها جزء وثيق الصلة من حملته الإنتخابية التي بات لها الإعتبار الأول من بين كل الإعتبارات الأخرى الموضوعة على طاولة البيت الأبيض؛ وبهذا المعنى بات يمكن الجزم بأن زيارة بلينكن للمنطقة هي خطوة ضمن خطوات الحملة الإنتخابية المكثفة التي ينفذها فريق بايدن الانتخابي.

 

وحالياً وضمن أجواء الحملة الإنتخابية لبايدن، فإن زيارة بلينكن تهدف إلى تحقيق عدة أهداف أساسية؛ أهمها إظهار أن الرئيس بايدن هو من يعمل على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين بينهم أسرى أميركيين، من أيدي حماس.. وكانت الإدارة الأميركية مهدت لذلك حينما سمحت بتسريب خبر يقول أن القوات الأميركية شاركت بعملية تحرير أربعة أسرى في مخيم النصيرات.. 

 

.. والهدف الثاني لزيارة بلينكن هو إيصال رسالة للبيئات الشبابية والتقدمية في الحزب الديموقراطي بأن بايدن لا يزال يبذل عبر وزير خارجيته، كل الضغوط اللازمة على نتنياهو لوقف الحرب؛ وربما عند هذه النقطة فقط، سيكون بالإمكان إيجاد ربط دعائي ورمزي وليس فعلياً، بين زيارة بلينكن الراهنة للمنطقة وبين خروج آيزنكوت وغانتس من الكابينت، وذلك تحت عنوان أنهما حليفا إدارة بايدن وأن خروجهما له علاقة بالضغط الأميركي الذي يحمله معه بلينكن على نتنياهو لوقف الحرب..

 

والواقع أن إستقالة آيزنكوت وغانتس من كابينت الحرب لن يكون لها أية نتائج عملية على حكومة نتنياهو التي يستند بقاؤها على استمرار مساندة ٦٤ نائباً لها من طيف التيار اليميني.. ولو كانت إدارة بايدن تريد فعلياً إسقاط حكومة نتنياهو عقاباً له على عدم الاستجابة لدعوتها لوقف الحرب في غزة؛ لكان يكفيها لفعل ذلك أن تطلب من “حزب شاس” الخروج من ائتلاف الليكود..

 

.. وما يجدر ذكره هنا، هو أن ثمن انقلاب حزب شاس على نتنياهو ليس باهظاً وليس سياسياً، بل هو مجرد تقديم وعد من إدارة بايدن لمجلس الحاخامات التي يقود شاس بحزمة مساعدات مادية وحكومية وأميركية لمؤسساته.

 

ويبدو واضحاً أن مناورة بايدن الإنتخابية باتت مكشوفة؛ فهو من جهة يرسم لنفسه صورة داخل مجزرة مخيم النصيرات حتى يقول لناخبيه اليهود الأميركيين أنه يشارك ميدانياً بالحرب على حماس وبمعركة إطلاق الأسرى الإسرائيليين والأميركيين؛ وهو من جهة ثانية يرسل وزير خارجيته ليلتقط صورة بجانب غانتس حتى تراها الفئات التقدمية في الحزب الديموقراطي؛ وغايته من ذلك أن يوحي لهم عبرها بأنه شريك بالضغط على نتنياهو لوقف قتل أطفال غزة؛ وهو من جهة ثالثة يدفع بلينكن لأخذ صور أخرى مع زعماء المنطقة ليقول للناخب الأميركي المتردد أن المرشح بايدن هو رئيس قوي بدليل أن بلينكن يجسد نفوذ إدارته على منطقة الشرق الأوسط بوجه طهران، وذلك بنفس الوقت الذي تقصد بايدن عبر حضوره في النورماندي إظهار أن نفوذه يخيم على أوروبا، بوجه بوتين..

 

Exit mobile version