الهديل

“فنّ الردّ على الآخر”!

كتب القاضي م جمال الحلو

 

رحم الله والدي وجعل مثواه الفردوس الأعلى، فغالبًا ما كان يحدّثني عن قصص قصيرة وحكايات مثيرة ومسلّية، ونهفات ونمنمات تريح النّفوس العطشى للفرح والسّرور. ومن جملة ما كان يحدّثني عنه طريقة التّعامل مع الآخرين، أو ما يسمى بـ: فنّ الردّ على الآخرين.

وذات يوم من أيّام عطلة الصّيف أخبرني بعضًا من تلك الحالات التّالية:

ركبت سيّدة “سمينة جدًّا” الباص

فصاح أحد الرّاكبين متهكّمًا: لم أعلم أنّ هذا الباص مخصّص للفيلة!

فردّت عليه السّيدة بهدوء: لا يا سيّدي، هذا الباص كسفينة نوح، تركبها الفيلة و”الحمير” أيضًا!

أمّا الكاتب الشّهير برنارد شو فقال له كاتب مغرور: أنا أفضل منك، فأنت تكتب بحثًا عن المال، وأنا أكتب بحثًا عن الشّرف! فقال له برنارد شو على الفور: صدقت! كلّ منّا يبحث عمّا ينقصه.

كذلك الشّاعر الأعمى المعروف بشّار بن برد قال له رجل ثقيل الدّم: ما أعمى الله رجلًا إلّا عوّضه، فبماذا عوّضك أنت؟

فردّ بشّار: عوّضني بأن لا أرى أمثالك!

تزوّج أعمى امرأة، فقالت: لو رأيت بياضي وحسني لعجبت! فأجابها قائلًا:

لو كنتِ كما تقولين لما ترككِ المبصرون لي!

أراد رجل إحراج المتنبّي، فقال له: رأيتك من بعيد فظننتك امرأة!

فقال المتنبّي: وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجلًا!

قالت امرأة قبيحة جدًّا لرجل: لو كنت زوجي لسكبتُ في قهوتك سمًّا!

فقال: لو كنت زوجتي فلن أتردّد لحظة واحدة في شربها!

قال وزير بريطانيا السّمين تشرشل لبرنارد شو النّحيف: من يراك يظنّ

بأنّ بريطانيا في أزمة غذاء!

فقال: ومن يراك يعرف سبب الأزمة!

أقبل جحا على قرية فردّ عليه أحد أفرادها قائلًا: لم أعرفك يا جحا إلّا بحمارك.

فقال جحا: الحمير تعرف بعضها!

رأى رجل امرأة فقال لها: كم أنت جميلة! فقالت له: ليتك جميل لأبادلك نفس الكلام!

فقال لها: لا بأس اكذبي كما كذبت!

بالمختصر المفيد ولكي لا أزيد:

شاهد أحد السّياسيّين مواطنًا لبنانيًّا على الطّريق فقال له: آه… لو تعلم كم أحبّك! فأجابه المواطن المسكين:

فعلً

ا… ومن الحبّ ما قتل!

 

Exit mobile version