زحف عسكريّ نحو لبنان من خارج تل أبيب.. تقريرٌ اسرائيلي بمعطيات مثيرة!
نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن الحرب الأهلية في سوريا منذ نحو عقدٍ من الزمن، ساهمت في إضعاف النظام في دمشق، وأدّت إلى اختراق الطريق الخاص بمرور القوات العسكرية من العراق إلى لبنان عبر سوريا.
ويذكر التقرير إنه “بعد أن أصبح النظام السوري مُنهكاً تماماً، تتدفق قوات مجموعات محور المقاومة بحرية بين الدول الثلاث التي أصبحت نوعاً من الحماية لإيران وهي العراق وسوريا ولبنان”.
وتابع: “لقد كرّرت إيران نموذج منظمة حزب الله في دول أخرى، بينما استغلت الأقليات الشيعية لإنشاء مجموعات في دول غير مستقرة. في العراق، استغلت إيران صعود داعش لتأسيس تحالف قوات “الحشد الشعبي”، وفي اليمن استغلت الحرب الأهلية لتأسيس “أنصار الله” من الحوثيين. وخلال الحرب الأهلية في سوريا، مارس الإيرانيون تجنيد وحشد عشرات الآلاف من المقاتلين للعمل الحربي”.
وأردف: “لا ينبغي الاستهانة بقوة هذه المجموعات، على الرغم من تسليحها المحدود. في سوريا، ساعد حزب الله والمجموعات من العراق في إنقاذ النظام السوري من الحرب التي واجهها، بعد انشقاق أعداد كبيرة من القوات البرية. والآن قد يتكرر سيناريو تعبئة المجموعات الشيعية في جهد حربي جديد يرتبط بمعركة ضد إسرائيل”.
وأكمل: “لقد كرر قادة تنظيم الحشد الشعبي في العراق عدة مرات التزامهم بالمساعدة الفعالة في الحرب في غزة، ويقتصر ذلك في هذه المرحلة على إطلاق الصواريخ على إسرائيل. أما بالنسبة للحوثيين، فإن إرسال القوات أمر أكثر تعقيداً، وبالتالي فإن مجيء قوات من اليمن إلى لبنان أمر معقد. إلا أنهُ لدى إيران خيارات أخرى تم تفعيلها قبل نحو عقد من الزمان في سوريا، بما في ذلك آلاف المتطوعين من جيران إيران، فيما لا تزال مجموعات من حقبة الحرب الأهلية متمركزة في سوريا، خاصة في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. فعلى سبيل المثال، هناك ما يعرف بقوات (فاطميون) وهم أفغان جندهم الحرس الثوري الإيراني وأرسلهم إلى سوريا للقتال، بينما هناك لواء يسمى (أبو الفضل العباس) الذي يتكوّن من شيعة عراقيين”.
وأردف: “السيناريو المرعب هو تدفق جماعي لعشرات الآلاف من مقاتلي محور المقاومة الإيراني، من الممر القاري لإيران والعراق وسوريا إلى لبنان. إذا حدث ذلك، فسيتعين على الجيش الإسرائيلي تعبئة نفسه بشكل كبير”
وتابع: “من الأفضل التخلي عن مفهوم الجيش الصغير والذكي الذي لا يخدم إلا حجج المراوغين. في الحرب في غزة، تعلمنا بالطريقة الصعبة أن الفوز في الحروب يحتاج إلى جيش كبير، وليس مجرد جيش ذكي. من المهم الإشارة إلى أن الدراسات الأكاديمية حطمت أسطورة انتصار القلة على الكثرة في حرب الاستقلال، ومن المتعارف عليه اليوم في الأبحاث أن الفوز الإسرائيلي عام 1948 جاء نتيجة تعبئة عامة أدت إلى تفوق نوعي وكمي على القوات العربية”.
واستكمل: “يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تقدم لنا أمثلة قليلة على أهمية المسألة العددية. ومن المُسلَّم به أن إسرائيل تتفوق بلا شك على المجموعات الشيعية على المستوى التكنولوجي من حيث التسلح. إن السابع من تشرين الأول ليس المثال الوحيد على الفشل في احتواء عدد كبير من المسلحين المندفعين نحونا. لقد رأينا كيف تفشل كل الأنظمة والتحسينات التكنولوجية في مواجهة الآلاف من مسلحي حماس على متن الشاحنات والدراجات النارية التي تقتحم غلاف غزة”.
وقال: “لنعد إلى مثال الحرب الأهلية في سوريا. هناك، كان الجيش يتمتع بتفوق كبير على المعارضة من حيث التسليح، ولم يكن لدى المتمردين أي قوة جوية على الإطلاق. لكن الانشقاقات الهائلة في صفوف المشاة السورية، بالإضافة إلى آلاف المتطوعين الذين وصلوا من الخارج، خلقت أسراباً من المقاتلين لم يتمكن جيش النظام من إيقافها”.
وأضاف: “كانت الاستراتيجية الصحيحة للجيش السوري في ذلك الوقت هي التراجع إلى الخطوط الخلفية وتقليص السيطرة إلى المناطق الحيوية (المدن الوسطى والساحل). وهنا، فإنه لا يجوز لإسرائيل أن تتبنى مثل هذه الإستراتيجية، فيما يبدو أنّ إخلاء المستوطنات الشمالية يشكل سابقة خطيرة للحكومة لحماية المناطق.على الجبهة الداخلية”.
وختم: “خلاصة القول هي أنه حتى في القرن الحادي والعشرين، فإن التكنولوجيا لا تعوض عن النقص العددي. الحكومة لا تكتفي بعدم ممارسة الدعاية بين القطاعات التي تتهرب من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، بل على العكس من ذلك، فهي تتعاون مع التهرب لأسباب سياسية وتعرض أمن إسرائيل للخطر