الهديل

خاص الهديل: خلفيات انسحاب غانتس وايزنكوت من الكابينت: خطة تحويل نتنياهو ٢٠٢٤ إلى أولمرت ٢٠٠٦

خاص الهديل:

بقلم: ناصر شرارة

أول اجتماع للحكومة الإسرائيلية العادية بعد خروج كابينت الحرب عن الخدمة، نتيجة انسحاب كل من ايزنكوت وغانتس منه؛ حصل صدام بداخله بين الوزير بن غفير ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي، ما دفع الأخير للانسحاب من الجلسة فور بدء بن غفير بالكلام. 

.. في الإعلام الإسرائيلي يصفون الليلة التي حدثت بها هذه الواقعة بأنها كانت من بين الليالي الأصعب في إسرائيل.. وسبب هذا الشعور مفهوم، ويعود لكونه يبرز بداية حدوث طلاق بين المستوى السياسي وبين الجيش. 

وحالياً تتجه الأنظار داخل إسرائيل وفي الولايات المتحدة الأميركية نحو أمر محدد وهو كيف سيدير نتنياهو “أزمة قرار الحرب” بعد تفكك الكابينت بسبب خروج رئيسي الأركان السابقين منه..

ومن الآن وصاعداً، سيتم النظر الى قرارات الحرب الإسرائيلية على أنها ينقصها المهنية العسكرية الكافية. صحيح أن غالانت، وهو “جنرال موثوق”، لا يزال ضمن بيئة عمل حكومة نتنياهو، ولكن الوزراء الآخرين المكلفين بملفات عسكرية وأمنية لا يوجد ماض عسكري أو أمني لهم.. وهذا الوضع قاد لطرح سيناريو محتمل الحدوث؛ مفاده تحويل نتنياهو العام ٢٠٢٤ إلى أولمرت العام ٢٠٠٦.. آنذاك وقعت حرب العام ٢٠٠٦ مع حزب الله، وكان أبرز وجوه كابينت الحرب حينها كل من رئيس الحكومة أولمرت ووزير دفاعه بيرتس؛ وكلاهما لم يكن لديهما لا ماض عسكري ولا أمني؛ ما جعل للجيش الكلمة العليا بتوجيه أحداث الحرب؛ والفكرة اليوم هي أنه بعد خروج غانتس وايزنكوت من كابينت الحرب، صار المطلوب إخراج غالانت منه حتى يتحول نتنياهو إلى أولمرت آخر، ويصبح كابينت الحرب الذي يقوده بمثابة هيئة من دون عسكريين؛ ما يسهل على الجيش وضع يده على مجريات أحداث الحرب..

.. ولكن نتنياهو من خلال خطوته بحله، قطع الطريق على خطة تحويل كابينت الحرب الذي يرأسه إلى هيئة ليس فيها جنرالات يعتد بهم، وقطع خطة تهميشه وجعله أولمرت ٢٠٢٤، وذلك لمصلحة أن يسيطر الجيش على قرار الحرب بتنسيق أكبر مع البيت الأبيض وجاك سوليفان والقيادة الأميركية المركزية. 

في الظاهر ظهر نتنياهو أنه قام بحل الكابينت حتى لا يضطر إلى إدخال بن غفير إليه؛ وربما كان هذا الأمر، يشكل ربع الحقيقة أو ربع السبب فقط؛ ولكن ثلاثة أرباع الحقيقة الكامنة وراء حله للكابينت، تعود لكون نتنياهو استشعر بأن الأميركيين يمارسون ضده مناورة وضعه بوجه الجيش وذلك من خلال تفريغ الكابينت من كل القادة ذوي التاريخ العسكري؛ ولذلك قام نتنياهو بضرب هذا المسار الذي بدأ يحيط به. 

والواقع أن أخطر ما يواجه نتنياهو حالياً هو حصول فرز في الداخل الإسرائيلي يضع مصالح الجيش في مكان متصادم مع حكومة نتنياهو؛ أو بشكل أدق مع زعامة نتنياهو اليمينية. هذا الواقع من التباين كان وما زال موجوداً بين الطرفين منذ سنوات طويلة؛ ولكن خطورته حالياً تكمن من جهة في أنه تباين تحول اليوم لخلاف مصالح بين الجيش وقيادة نتنياهو اليمينية؛ وتكمن من جهة ثانية في أنه تباين تحول اليوم لخلاف يدور في زمن الحرب!!.

Exit mobile version