الهديل

خاص الهديل: طريق الجديدة من مسار حضاري إلى مسلخ عشوائي.. أين الرقابة؟!!

خاص الهديل

 

يقترن عيد الأضحى المبارك بذبح الأضحية التي تعد أحد الشعائر التعبدية ومالها من أجر يبتغيه العبد للتقرب لربه، ففي صباح هذه المناسبة العظيمة ينقسم الأفراد في ذبح الاضحية إلى شريحتان، منهم من يتجه للمسلخ لذبح أضحيته بالطرق الصحية والآمنة تحت إشرافمن هو أهل لذلك، ومنهم ما زال يُصر على ذبح اُضحيته بالمنزل أو عند قارعة الطريق أو عتبة المنزل؛ كونها عادة متوارثة تؤدى وفق طقوس عائلية يتشارك بتأديتها أفراد الأسرة، أو بُعداً عن زحام المقاصب في صبيحة العيد أو أيام العيد بصورة عامة أو لأي سبب من الأسباب.. 

في لبنان وبالتحديد منطقة طريق الجديدة من المؤسف أن نرى هذه الطريق بأنها أصبحت مسلخاً عاماً، فمشهد ذبح الأضاحي، وبرك المياه الملوثة بدماء الأضاحي ومخلفاتها سواء في الشوارع أو أمام المنازل ما زال يتكرر، وتعد تلك الظاهرة “ذبح الأضاحي على جوانب الطرق وأمام المنازل” غير صحية، وتتسبب بالعديد من المشاكل البيئية كجريان الدماء والماء إلى مسافات بعيدة، إلى جانب رمي مخلفات الأضاحي في الساحات العامة؛ مما يجعلها تعج بالروائح الكريهة والتي تستمر لأيام ما بعد عيد الأضحى، كما وتجذب تلك المخلفات الحشرات والكلاب الضالة حولها ما يتسبب بضرر صحي على المواطنين في المناطق التي تكثر فيها الظاهرة. كما أن الاستعانة بالقصابين الجائلين يتسبب بتشويه المظهر العام، وذلك بسبب قيامهم بأعمال الذبح في الطريق وتحت الأشجار وعند أسوار المنازل، مخلّفين وراءهم الأوساخ والدماء ومشهداً غير حضاري.

 

إلى ذلك فإن ظاهرة الذبح على الطرقات أو حتى داخل المنازل ظاهرة تتنافى مع إجراءات السلامة والوقاية من العدوى والأمراض المترتبة عن دماء الأضحية وسهولة انتقالها للإنسان. ناهيك عن الروائح الكريهة والجراثيم والأوبئة التي تخلفها هذه الظاهرة غير الحضارية، مما يجعل من المكان ملوثاً لزمن ليس بالقصير ومحلا لتكاثر الميكروبات، ولهذا السبب على المواطنيين التقيد بالذبح في الأماكن المخصصة لذلك. كما يجب أن نلفت النظر الى أن الهناك جمعيات دينية واجتماعية تعمل خلال أيام عيد الأضحى على استئجار مسالخ خاصة للعمل بها ما يسهل على المواطنيين قصد هذه الجمعيات لذبح أضاحيهم بطريقة سليمة بعيدة عن العشوائية. 

إضافةً لظاهرة الذبح العشوائي خارج المسالخ فإن صور مخلفات الاضاحي المنتشرة على طريق الجديدة وبشكل عشوائي ” دون حسيب أو رقيب” يعد سلوكاً غير حضاري، وعواقب هذه الظاهرة ستتسبب في إلحاق أضرار بالصحة العامة للأفراد وبالبيئة، كمل أنها ستوفر مناخاً ملائماً لتكاثر الحشرات والبعوض، وتثير الروائح خاصة تجمعات المياه الملوثة بالدماء التي تسيل من المنازل، وتتجمع في الطرقات والحارات مخلفة تلوثاً يعد خطيراً، ناهيك أنها مياه نجسة وتشوه المنظر العام.

أخيراً وليس آخراً فإن عيد الأضحى هو مناسبة دينية عظيمة تتطلب الاحترام والتقدير، ولكن من المؤسف أن نشهد في مناطق مثل طريق الجديدة وما حولها مشاهد برك المياه الملوثة بدماء الأضاحي ومخلفاتها تنتشر على الشوارع وأمام المنازل. هذه الظاهرة العشوائية لا تعكس السلوك الحضاري الذي نسعى إليه كأهالي وعوائل بيروت، وتشكل خطراً على الصحة العامة والبيئة.

لذا، نتوجه باسمنا “موقع الهديل الإخباري” وباسم الجمعيات إلى كل من محافظ بيروت القاضي مروان عبود الموقر، ورئيس مجلس بلدية بيروت الأستاذ عبد الله درويش وأعضائه، سعادة نواب بيروت المحترمين، علماء طريق الجديدة المحترمين، فعاليات بيروت والطريق الجديدة المحترمين، والجهات المعنية إلى التدخل الفوري واتخاذ إجراءات حاسمة لمنع ذبح الأضاحي خارج المسالخ، وإزالة الظواهر المنتشرة من البسطات المنتشرة على أرصفة الطرقات، وتوعية المواطنين بأهمية الالتزام بالإجراءات الصحية والبيئية. كما أنه يجب علينا جميعاً التعاون لضمان أن يُعيش المجتمع هذه الفرحة الدينية وإزالة كل ما يعكر صفو أبناء بيروت عامةً وطريق الجديدة خاصةً، بطريقة تحافظ على نظافة المكان وصحة الجميع. ولنتأكد معاً أن عيد الأضحى يبقى عيداً يملأ قلوبنا بالسرور والتقرب إلى الله، دون أن يكون ذلك على حساب النظافة العامة والصحة العامة.

 

Exit mobile version