د. حمد الكواري:
“ما أضعف فرنسا هو غياب الاستقلالية في سياستها”…
(التزامن بين الانتخابات واولمبياد_2024 ليس بالأمر المثالي لصورة فرنسا على الإطلاق)
جان لوب شابليه
جامعة لوزان
عالم التواصل الاجتماعي أتاح فرص الاتصال وقصرما أضعف فرنسا هو غياب الاستقلالية في سياستها المسافات، كنت في الليلة الماضية أتبادل الآراء عن طريق هذا التواصل الاجتماعي مع صديق فرنسي ينتمي إلى الاتجاه الديجولي، الذي أصبح مشتتا وحائرا بين الاتجاهات، واختفت رموزه.
وانتهزت المناسبة لنتحدث عن الأوضاع في فرنسا بخاصة وأوروبا بعامة، وكان صديقي مندهشا من قرار الرئيس ماكرون من توقيت الانتخابات، إذ هي قبل أسبوعين من اولومبياد_2024 الذي تستضيفه باريس، ومع ما يترتب على ذلك من حكومة جديدة، والأقرب أن تكون بتوجهات جديدة، بما ينعكس على تنظيم وأمن الحدث الدولي الكبير.
وقد عبّر الخبير في الشؤون الأولمبية، جان لوب شابليه من جامعة لوزان عن رأيه بأن “هذا التزامن ليس بالأمر المثالي لصورة فرنسا على الإطلاق”.
ويرى صديقي أن السبب الرئيسي لهذه الانتخابات اقتصادية واجتماعية، وهو أمر لن يحل بتغير الحكومات، بل بإقرار الواقع وهو أن هذه الدول يجب أن تعترف بخروج مستعمراتها السابقة عن الطاعة، خاصة بعد انسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر وغيرها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ممّا يؤشّر على المرحلة الأخيرة من انهيار الإمبراطورية الفرنسية ما بعد الكولونيالية في إفريقيا.
وبالتالي انتهاء الاستغلال لخيرات هذه المستعمرات السابقة وضرورة الاعتماد على الذات بما يتطلبه ذلك من تغييرات جذرية اقتصاديا واجتماعيا.
وأيضا الحروب في قد أرهقت الميزانيات في فرنسا وأوروبيا فحرب اوكرانيا حرمتهم من الغاز والنفط الرخيص،
كما أثرت الابادة في غزة وتداعياتها بما في ذلك التوتر في البحر الأحمر والدعم العسكري والمادي لإسرائيل، عوامل تؤدي إلى تردي الأوضاع في أوروبا عامة، لذلك فإن الأمر يتطلب أمرين: الاعتراف بواقع أوروبا باعتمادها على إمكانياتها والأمر الآخر تخليها عن دعم التوترات والحروب وعرقلة حق الشعوب في تقرير مصيرها.
أجد نفسي متفقا مع صديقي الفرنسي تماما، وأضيف ما أضعف فرنسا هو غياب الاستقلالية في سياستها وتحولها كبريطانيا مجرد تابع لأمريكا، والابتعاد عن الاستقلالية الديغولية في السياسة الفرنسية، وأيضا العنصرية التي تسود ضد هؤلاء العمال المهاجرين والذين اعتمدت عليهم فرنسا ولا زالت في مسيرتها الإقتصادية، فلا أحد ينكر الوضع المتردي للعمالة في فرنسا وهي دولة قوتها في التزامها بحقوق الانسان.