لقاء فرنجية – باسيل… طبخة بحص!!!
كتب عوني الكعكي:
لا شك ان أي لقاء مع الوزير السابق سليمان فرنجية مهم جداً، لأنه من أهم المرشحين لرئاسة الجمهورية، خصوصاً ان مواقفه والخط السياسي الذي يُعْرف به ثابت… وليس بحاجة الى “فحص دم”.
انطلاقاً من ذلك، تدور الأسئلة حول اللقاء الذي جرى في بكركي، بين الوزير سليمان فرنجية وبين “الصهر” جبران باسيل.
السؤال الأوّل: هل يظن أحد ان هناك شخصاً في الجمهورية اللبنانية يثق بـ”الصهر” باسيل؟ الجواب: كلا… ومَن لا يصدّق عليه أن يسأل سمير جعجع. وكذلك الحال بالنسبة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي عانى الأمرّيْن جرّاء التعامل مع شخص لا يفي بوعوده مثل جبران.
ثانياً: تجربة سمير جعجع مع باسيل قد تشكّل عنواناً كبيراً للغدر، ولها تاريخ بدأ مع العماد ميشال عون يوم كان رئيس الحكومة التي كلّفه بتشكيلها الرئيس أمين الجميّل نكاية بالنظام السوري الذي رفض التجديد له. وحينها قام الجنرال عون بثلاثة انقلابات: الأول حرب التحرير والثاني حرب الإلغاء والثالث حرب “تكسير رأس” المرحوم الرئيس حافظ الأسد الذي لا يمكن أن يجود الدهر بمثله، فهو بطل “حرب تشرين” وباني سوريا الحديثة. ولم يكتفِ الجنرال ميشال عون وصهره المدلل بالانقلابات الثلاثة، بل امتد الغدر الى “اتفاق معراب”، إذ اتفق الجنرال عون مع جعجع على تأييده للرئاسة على أن تكون هناك مناصفة في عدد الوزراء ومناصفة في عدد النواب. أمّا ما حصل، فهو ان الجنرال عون وصل الى سدّة الرئاسة وكما يُقال بالعامية “وشمع الخيط وتهرّب”.
ثالثاً: لا بد من التذكير بالمعاناة التي تعرّض لها الرئيس سعد الحريري… بدءاً بتشكيل أي حكومة حيث كان التشكيل يظل معلقاً سنة كاملة من دون أن تشكّل الحكومة، إذ يتحكّم “الصهر” في التشكيل كما يشاء من دون حسيب ولا رقيب… كذلك فإنّ هناك وزارات لا بُدّ للصهر من الحصول عليها أهمها: وزارة الطاقة، وثانيها وزارة العدل، ويكفي ما فعله في وزارة الطاقة التي استدانت 65 مليار دولار من أجل تأمين الكهرباء وبقيت البلاد من دون كهرباء حتى وصلت الى “zero” كهرباء.. وقضية البواخر وصفقات النفط، حتى رفض عرض الصندوق الكويتي.. ما أفشل مشاريع الكهرباء، خصوصاً ان العرض الكويتي كان بالتقسيط من دون فوائد، لكنّ “الصهر” أراد مبلغاً “صغيراً جداً” قدره 70 مليون دولار كعمولة حتى يوافق على الصفقة… ولكن الصندوق امتنع عن إعطائه ما أراد، فسقط المشروع الكويتي لبناء محطات لتوليد الكهرباء.
كذلك جاءت حاكمة ألمانيا المستشارة أنجيلا ميركل ومعها شركة “سيمنس” وعرضت أن تؤمن الكهرباء فرفض أيضاً بسبب عدم حصوله على جائزة مالية (كادو) لأنه سمح لهم ببناء محطات لتوليد الكهرباء.
في كل الأحوال، مَن يعرف الوزير فرنجية يدرك تماماً أنّ الرجل اجتمع به لأنه يريد أن يخلّص البلاد من الفراغ -لا أكثر ولا أقل-. على كل حال الأيام مقبلة ولن يستطيع “الصهر” أن يمارس ألاعيبه، خصوصاً أنّ عمّه تقدّم في العمر وحالته الصحّية لم تعد تسمح له بممارسة الرفض الذي هو سمة من سماته.
ومن يظن أنّ هناك اتفاقاً سيحصل نقول له: هذه الطبخة طبخة بحص.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*