الهديل

خاص الهديل: أطفال غزة: صمود وتحديات في ظل الحرب

خاص الهديل…

في ظل الصراع المستمر والحروب المتكررة في قطاع غزة، يعيش الأطفال هناك واقعًا معقدًا ومأساويًا يؤثر بشكل كبير على حياتهم ونموهم النفسي والجسدي. حيث تشكل الحروب التي تستمر منذ سنوات تحديًا كبيرًا لجميع سكان القطاع، ولكن بالأخص على الأطفال الذين يعانون من آثارها بطرق مختلفة.

أحد أكبر التحديات التي تواجه الأطفال في غزة هو الوصول إلى التعليم الجيد والمستمر. بسبب القصف المستمر جراء الحرب الغبادية التي تقوم بها اسرائيل تجاه غزة والمناطق الاخرى، تتضرر المدارس والمرافق التعليمية، مما يجبر الأطفال على التعلم في ظروف غير آمنة، وكثير منهم يخشون الذهاب إلى المدرسة بسبب الخطر المحتمل، مما يؤثر سلباً على تحصيلهم الدراسي ومستقبلهم.

 

بالتزامن مع الوضع التعليمي الذي يفتقده أطفال غزة، تزداد الأوضاع الصحية والنفسية للأطفال في ظل الحرب الجائرة، حيث يواجهون نقصاً في الرعاية الطبية الأساسية والأدوية اللازمة. كما يعاني الكثير من الأطفال من اضطرابات نفسية نتيجة الصدمات والخوف المستمر الذي يعيشونه بسبب القصف والتهديدات المستمرة.

 

إلى ذلك، يعاني أطفال غزة من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل المياه النظيفة والغذاء الصحي. الحصار الاقتصادي والقيود على حركة السكان تجعل من الصعب على العائلات تأمين احتياجاتها اليومية، مما ينعكس سلبًا على صحة ونمو الأطفال.

 

فوفقاً لتقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 15 ألف طفل قتلوا خلال الحرب، ونزح منهم قرابة 900 ألف آخرين لا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والدواء.

 

وأضافت اليونيسف “في قطاع غزة، أدت أشهر من الأعمال القتالية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية إلى انهيار النظامين الغذائي والصحي مما أدى إلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم”.

 

 

وذكرت أن خمس مجموعات من البيانات التي جمعت بين ديسمبر 2023 وأبريل 2024 وجدت أن تسعة من كل 10 أطفال في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، يعانون من فقر غذائي حاد مما يعني أنهم يتغذون على مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم للبقاء على قيد الحياة.

 

وشكل تدني المستوياتِ الصحية اللازمة للوقاية من الأمراض، أحدَ أبرز أسباب انتشار الأوبئة والوفيات، بينما ينعكس استمرار إغلاق المعابر سلبا على آخرين من الجرحى.

 

على الرغم من كل التحديات، يستمر الأطفال في غزة في إظهار إرادة قوية وصمود لا تضاهى. تجمعهم الألعاب والنشاطات التي تنظمها المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني في المخيمات، مما يمنحهم شعوراً بالأمان والانتماء.

ختاماٌ، فإن حرمان الأطفال من طفولتهم الآمنة وحقوقهم الأساسية يشكل جريمة ضد الإنسانية. يجب على المجتمع الدولي أن يعمل بجدية أكبر لوقف النزاعات المسلحة في المنطقة والسعي نحو السلام الدائم. كما يتعين عليه تقديم الدعم اللازم لإعادة بناء البنية التحتية ودعم الأسر الفقيرة والأطفال المتضررين.

Exit mobile version