خاص الهديل…
بقلم: بسام عفيفي
ترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاجتماع الثامن للجنة العليا للإعمار والاستثمار.. الاجتماع بموضوعه غاية في الأهمية وترؤس الرئيس السوداني له يضيفه جدية ويعطيه أهمية فوق أهميته.
لماذا؟؟.
لأن ملف الإعمار والإستثمار في العراق يحتاج بالدرجة الأولى وقبل توفير الأموال والمصادر إلى عامل الثقة؛ الثقة بالجهة الرسمية القيمة على هذا الملف؛ والثقة بشفافية تنفيذ مشروع إعادة إعمار ما دمرته الحرب في العراق وثقة المستثمرين بأنه يوجد في العراق رؤية ومسار لتثبيت دولة القانون..
.. وكل هذه العناوين أصبح لها اليوم في العراق مكاناً للتجسيد يتمثل برئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني الذي قرر اقتحام ملف إعادة البناء في نفس الوقت الذي يبني فيه شفافية مؤسسات الدولة وإداراتها وطي صفحة مرعبة من الفساد.
لا أحد يغامر بالقول إن مهمة الرئيس السوداني سهلة ولن تعترضها عقبات ولن تقف بوجهها قوى لا يستهان بها؛ ولكن لا أحد اليوم في العراق وخارجه يستطيع التجرؤ والقول إن مسيرة إعمار العراق وبناء شفافية الدولة فيه لم تبدأ ولم تضع أولى خطواتها الجريئة فوق الدرب الصعب والهام والتاريخي.
إجتماع اللجنة العليا للإعمار والبناء الثامن الذي تم عقده برئاسة الرئيس السوداني ناقش عدد من المشاريع الخدمية والاستثمارية والاقتصادية والتنموية المهمة التي تقع ضمن أولويات الحكومة لتنشيط جميع القطاعات، طبقاً لما جاء في برنامج حكومة الرئيس السوداني.
وفي هذا الاجتماع كما في المناسبات المماثلة الأخرى ذات الصلة بإعادة الإعمار وتشجيع الاستثمار وبناء مؤسسات الدولة، وضع الرئيس السوداني رؤيته التي تقوم آلياتها التنفيذية على عدة ثوابت عملية ومبدئية لا يتهاون بتنفيذها؛ وهي:
أولاً- عدم التباطؤ أو التلكؤ في اتخاذ القرارات التي تتوافق مع منهج الإصلاح الإقتصادي، انطلاقاً من تطبيق المبدأ العام لحكومة السوداني والمتمثل بأن الإصلاح هو أحد أولوياتها الاستراتيجية.
ثانياً- توفير كل الظروف لجعل العراق بيئة آمنة وجاذبة لرؤوس الأموال من الشركات العالمية، وسوقاً مفضلة لرجال الأعمال والمستثمرين؛ ومن أجل التوصل لهذا الهدف الذي بدأ يصل إليه العراق، فإن حكومة الرئيس السوداني تقدم كل التسهيلات والتشريعات الضرورية.
لقد شهد اجتماع اللجنة العليا للإعمار والاستثمار الثامن إقرار عدد من القرارات الهامة ذات الصلة بمختلف القطاعات الإقتصادية والإستثمارية، ومنها ما يتعلق بالقطاعين الصحي والبيئي والقطاعات الصناعية والزراعية والتعليمي.
إن الرئيس السوداني يأخذ العراق لمرحلة ما بعد النفط، وهو يعمل بثقة على إنجاز مشروع إعادة بناء الدولة العراقية القادرة على مواجهة تحديات تنتمي لجيل جديد من التطلعات..