استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين المطران ابراهيم مخايل إبراهيم، في مطرانية سيدة النجاة، الأمين العام لـ”تيار المستقبل” احمد الحريري على رأس وفد، في لقاء بقاعي جامع، شارك فيه مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي، مفتي بعلبك الهرمل – الشيخ بكر الرفاعي، المطران جوزف معوض ممثلاً بنائبه المونسنيور عبدو خوري، المتروبوليت انطونيوس الصوري ممثلاً بالأب افرام حبتوت، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، النائب سليم عون، النواب السابقون ايلي ماروني وسيزار معلوف، مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، مدير عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب كريستين زعتر معلوف، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع منير التيني، مدير عام غرفة التجارة والزراعة والصناعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، رئيس دائرة العمل في البقاع خضر الرفاعي، رئيس دائرة زحلة في الضمان الإجتماعي الياس بخاش، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، مدير عام مستشفى تل شيحا الدكتور مروان خاطر، المهندس وسيم رياشي، رؤساء بلديات، وشخصيات اقتصادية، اجتماعية وإعلامية.
ورافق أحمد الحريري وفد من “تيار المستقبل” ضم مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون البقاع الغربي وراشيا علي الحاج، منسق العلاقات العامة في هيئة الرئاسة د. سامر حدارة، أمين سر هيئة الرئاسة وسام شبلي، عضو المكتب السياسي وسام ترشيشي، منسق عام البقاع الأوسط سعيد ياسين، منسق عام البقاع الغربي وراشيا محمد هاجر، منسق عام الإعلام عبد السلام موسى، أمين سر الأمين العام د. بسام عبد الملك، مستشار الأمين العام بسام شكر، زياد أمين من مكتب الأمين العام والسيد الياس مارون.
*المطران إبراهيم: لانتخاب رئيس وعودة الحريري*
وألقى المطران ابراهيم كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم في وقت حساس ودقيق يمر به وطننا لبنان. إن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الراهنة تفرض علينا جميعًا مسؤولية كبيرة تجاه هذا الوطن الحبيب. نعيش في مرحلة تتطلب منا التعاون والتضامن والعمل المشترك، من أجل تجاوز التحديات والصعوبات التي تواجهنا”.
وشدد على ضرورة “الحفاظ على صيغة العيش الواحد وتعزيزه من خلال الانفتاح والحوار الدائم بين كل مكونات العائلة البقاعية واللبنانية للوصول إلى بر الأمان وتجنب الانقسام والانحلال”.
واعتبر أن “ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. لإن انتخاب الرئيس يعيد الثقة بلبنان ويساهم في تحقيق الإصلاحات المنشودة وهو ليس مجرد مسألة سياسية، بل هو مسألة وجود كَياني، ومن مسؤولية كل الطوائف المحافظة عليه ودعمه”.
وأكد المطران إبراهيم على أن “الوطن يحتاج إلى تضافر جهود جميع أبنائه. وعودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان تعتبر خطوة ضرورية لتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة بناء الدولة على أسس قوية وفعالة”.
وقال :”بالرغم من الأجواء الملبدة التي تحيط بنا، نسأل الله دون ملل أن يبعد عن لبنان شبح الحرب، ونأمل أن يعود هذا الوطن ليكون وطن الرسالة والسلام للعالم بأسره. إن استقرار لبنان هو حاجة إقليمية ودولية والتفريط بلبنان يهدد المنطقة بأسرها والسلام العالمي برمته”.
وأدان “بشدة استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان، والصمت الدولي تجاه المجازر التي تُرتكب بحق أهلنا والإنسانية جمعاء”، داعياً “إلى بذل المزيد من الجهود الديبلوماسية والإنسانية لوقف هذه الحرب، وإرساء تسوية عادلة تمنح الشعب الفلسطيني حقه المشروع بإقامة دولته المستقلة، استنادًا إلى مبادرة السلام العربية التي أُطلقت في قمة بيروت عام 2002”.
وختم المطران ابراهيم بالتأكيد على أن “إن تنفيذ مشروع الأوتوستراد العربي ونفق ضهر البيدر هو أمر لا يحتمل التأجيل وهنا ادعو الى العمل على استكمال الأوتستراد العربي، وعلى البقاعيين ان يقفوا موقفاً واحداً، وان يفرضوا مطلبهم فرضاً على الدولة لأن هذا الأمر لم يعد خياراً”.
*المفتي الغزاوي: رفعت البندقية باسم الدولة*
وقال المفتي الغزاوي في كلمته :”نجتمع في كنيسة سيدة النجاة، ولعلنا نقف تحت عنوان الإسم وكأننا ننادي عبر هذه الوجوه التي اجتمعت، من القسم الأول من الإسم، لبنا سيّد وينبغي ان يبقى سيداً وينبغي ان يدوم سيداً. ولبنان ينجو بأهله لأننا في سفينة واحدة، فنحن بحاجة الى نجاة.”.
وتابع: “الأسبوع الماضي عُنوِنَ بكثير من العناوين، ومن هذه العناوين ” مفتي يرفع سلاحه”. لم يرفع المفتي سلاحه بل اراد بإسم الوطن أن يقول ممنوع ان يهزم لبنان لأن لبنان واحداً بمؤسساته وشعبه. السلاح كان بإسم الدولة وبإسم الشعب، انه ممنوع ان يهزم لبنان ثانيةً. لبنان جاور قضية كبرى هي قضية فلسطين، وسنبقى مع تلك القضية مجاورةً لأن بيت المقدس يعنينا وكنيسة القيامة وكنيسة المهد تعنينا، ولذلك كل دم يسيل في الجنوب او في البقاع الغربي هو دم لبناني، واللبنانيون مجمعون على ان حصانتنا من خلال دولتنا ومؤسساتنا، لذلك لا ينبغي لأحد ان يتقدم على المؤسسة العسكرية والأمنية لأنها سلاح لبنان والشعب من ورائه ومن خلال ذلك نستعيد ادارتنا، من رئاسة الجمهورية الى غيرها”.
واردف المفتي الغزاوي: “نعم، على رجالاتنا ان يعودوا الى وطننا، وطننا بحاجة الى رجالاتنا، ومن الرجالات الشيخ سعد الحريري الذي يجب ان يعود لكي تعود الطمأنينة من خلال لقاء يجمع الكبار ليكون لبنان الكبير”.
*لحود: نفتقد تواضع الحريري*
ودعا مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود في كلمته إلى الوقوف دقيقة صمت عن روح المزارع الكبير مصطفى الحريري، والد الأمين العام لـ”تيار المستبل” الذي توفي منذ فترة قصيرة، ومما قال : ” من زحلة نؤكد محبتنا للرئيس سعد الحريري. نفتقده في العمل اليومي في الحكومة اللبنانية، نفتقد الى التواضع، نفتقد الى محبة الناس كما نفتقد الى احتضان كل المناطق اللبنانية، والى التعاطي مع كل المناطق بمحبة وإخلاص”، آملاً أن “تكون عودة الرئيس سعد الحريري عاجلة لأنها صمام امان للشعب اللبناني”.
وختم بالقول: “نأمل ان يتغمد الله برحمته كل الشهداء الذين يسقطون نتيجة العدوان الإسرائيلي على الجنوب وغزة”.
*أحمد الحريري: مستمرون باعتدالنا*
وتحدث أحمد الحريري في الختام قائلاً :”مشكلتنا في لبنان اننا لا نعرف قيمة بلدنا وصيغته الفريدة كما يعرفها العالم كنموذج للتعايش المسيحي – الاسلامي وكمختبر للحوار وتلاقي الحضارات، لدرجة جعلت البعض يشكك في كلام البابا أن “لبنانرسالة وأكثر من وطن”، ويعتبر إن لبنان “أقل من وطن” و”ليس رسالة” ويتعاطى معه على هذا الأساس”.
واعتبر “أننا كلبنانيين لم نكن على “قدر” ارشادين رسوليين، الأول وقعه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني سنة 1997 بعنوان “رجاء من أجل لبنان” والثاني وقعه البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر سنة الـ 2012 بعنوان “شركة وشهادة”.
ووجه أحمد الحريري “تحيتين لروح رمزين كبار، تجربتهما الوطنية الكبيرة يجب ان تكون قدوة لنا جميعاَ، مسلمين ومسيحيين، في الشراكة والإعتدال والايمان الوطني الواحد وبالتكامل مع بعضهما البعض للعمل من أجل لبنان، هما البطريرك الراحل مار نصر ﷲ صفير والرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وقال :” رحم الله الرئيس الشهيد عندما قال “وقفنا العد”، في وقت هناك من يريد ان نرجع للعد، للأسف.”
واردف ” كل التحية اليوم للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وكل البطاركة والمطارنة والابرشيات المسيحية الذين يشكلون مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان سداً منيعاً أمام كل المحاولات للانقضاض على المناصفة وعلى”دستور الطائف”، والأهم الحفاظ على عروبة لبنان وثقافته العربية”.
ودعا إلى العودة “الى روحية “الارشاد الرسولي” ووثيقة “الأخوة الإنسانية” لشيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس، لنرسم خارطة طريق لإنقاذ لبنان وإعادة بناء السلام فيه في مرحلة دقيقة جداً وحساسة نشهد فيها على منطقة تغلي بنار التطرف ونار الاجرام الإسرائيلي، والنارين وجهين لعملة واحدة لا تجلب إلا الحروب والعنف والقتل والدمار”.
وشدد على أن “مواجهة هذا الواقع تكون باعتدالنا، بوحدتنا وبعيشنا الواحد كما واجهناه من قبل. “ما إلنا إلا بعض”. لبنان للجميع ولا يمكن ان يكون إلا للجميع، وواجبنا جميعاً هو ان نحافظ على بعضنا البعض، وان نحافظ على لبنان، وان نبادر لبذل كل الجهود لنحفظه من الفراغ الرئاسي ونحافظ على الموقع المسيحي الأول والوحيد في هذا الشرق”.
أضاف :”واجبنا نبذ الظلم والحروب والعنف والتطرف والتعصب، وان نكون رسل اعتدال وحوار ودعاة عدالة وحق، كما ننادي جميعاً بحق القضية الفلسطينية وبالسلام للشعب الفلسطيني على أرضه، أرض مقدساتنا الإسلامية والمسيحية. نرفع صوتنا لخلاص أهلنا بغزة وجنوبنا الصامد من وحشية الكيان الإسرائيلي”.
وختم بالقول: “نحن كمسلمين مؤمنين، نحمل أمانات رفيق الحريري الكبيرة مع الرئيس سعد الحريري، نتمسك باعتدالنا ونكمل معكم المشوار دفاعاً عن لبنان العظيم، ودفعنا في هذا المشوار أغلى الدماء، دماء رفيق الحريري وأغلى الرفاق”.