الهديل

خاص الهديل: “صمود فلسطيني في وجه جرائم الجيش الإسرائيلي: قصة معاناة ومقاومة”

خاص الهديل….

الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي لا تتوقف، بل يواصل مفاجأتنا بمزيد من الفظائع والأعمال غير المتوقعة، من عمليات قتل بشعة تطال الأطفال والشيوخ والنساء؛ فهو لا يرى الفلسطينيين كأشخاص، بل كأهداف يجب التخلص منها، لكن هذا لن يتحقق أبداً، لان إرادة الشعب الفلسطيني كانت وما زالت باقية وستبقى خالدة ولن تزول.

بعد تلك الفظائع التي ترتكبها القوات الإسرائيلية، شهدنا حادثة أشد بشاعة: ترهيب سيدة فلسطينية مسنة كانت تجلس في منزلها، حيث طالبها الجيش الإسرائيلي بترك منزلها، لكنها رفضت بإباء واختارت الموت على ترك منزلها. لم يكن أحد يعلم إن كانت جائعة أو مريضة أو عطشى في تلك اللحظة، فضلاً عن حالة الرعب التي انتابتها عندما أطلقوا عليها كلباً مدرباً بلا رحمة، مثبتين عليه كاميرا لتسجيل تلك اللحظة المؤلمة. تعرضت السيدة للنهش والسحل على يد الكلب، في مشهد يفتقد لأدنى معايير الإنسانية.

إنه لأمر مؤسف أن تمر هذه المأساة دون تحرك من أحد، فما القوة التي يمكنها تحريك العالم للوقوف ضد هذه الجرائم وإنقاذ هؤلاء النساء البائسات؟ ما ظهرت في الكاميرا كان مروعاً، وما خفي كان أعظم.

على الرغم من أن العديد من الدول اعترفت بدولة فلسطين، وهو أمر بالغ الأهمية، إلا أن مشاعر السجناء والرهائن الفلسطينيين تظل تحت وطأة الخوف والرعب الناتج عن الانتهاكات التي يتعرضون لها بلا ذنب سوى حملهم للجنسية الفلسطينية. كيف يمكن لهؤلاء الجنود أن يمارسوا هذا العنف غير المبرر تجاه الأبرياء؟

إنهم حتى يمنعون وصول المساعدات والطعام للفلسطينيين، مما يضطرهم لوضع الحجارة على بطونهم لتخفيف شعورهم بالجوع الشديد، في معاناة تجعل الأجساد المنهكة تصرخ من الألم والتعب والعيش غير الإنساني.

ومن الملاحظ أن إسرائيل تواصل بث مثل هذه المشاهد المؤسفة والقاسية كنوع من الحرب النفسية، مطمئنة إلى عدم تحرك العالم ضد جرائمها الواضحة. وإذا كان هذا هو الحال العلني، فكيف هو وضع المعتقلين الذين لا يعلم أحد عنهم شيئاً؟

ومؤخراً، شاهدنا ما حدث للفلسطيني بدر دحلان، والنظرة المرعبة التي بدت في عينيه، وقد تغيرت ملامحه تماماً عن الصور السابقة، حيث حملت عيناه الكثير من القصص عن الألم والعذاب والمهانة التي تعرض لها في قبضة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الختام، تظل معاناة الشعب الفلسطيني وصموده أمام فوهة مدفعيات الجيش الإسرائيلي رمزاً للقوة والإرادة في وجه الظلم. الجرائم والانتهاكات التي يتعرضون لها يومياً تعكس قسوة الاحتلال وعدم احترامه لأبسط حقوق الإنسان. من المهم أن يستمر المجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل لوضع حد لهذه الانتهاكات، والعمل على تحقيق العدالة للفلسطينيين. فالفلسطينيون، رغم كل المعاناة، يواصلون الكفاح من أجل حقوقهم وأرضهم، وستظل قضيتهم حية حتى يتحقق السلام والحرية.

Exit mobile version