الهديل

خاص الهديل: “تعنت نتنياهو يعرقل مبادرة بايدن: هل يقترب السلام في غزة أم يطول أمد الحرب؟”

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى 

يترقب العالم انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة في ظل تعنت نتنياهو الذي يعيق التوصل إلى اتفاق ينهي هذه الأزمة. ورغم استمرار الجيش الإسرائيلي في القصف وأعمال القتل والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، تتزايد التحذيرات والإدانات من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. الاتفاق الذي اقترحه بايدن يحظى بترحيب واسع من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة، وحتى مجلس الأمن قرر دعمه، بالإضافة إلى بعض الأصوات الإسرائيلية التي تؤيده.

 

إلا أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يرفضون هذا الاتفاق، ويختلقون الأزمات مع إدارة بايدن لتعطيل أي جهود تفاوضية. يبدو أن نتنياهو يرغب في إطالة أمد الحرب انتظارا لعودة ترامب، وهروبا من فشله في تحقيق أهدافه المعلنة منذ بداية الحرب وخوفا من المحاسبة السياسية. لذا، لا يريد أن ينجح بايدن في إنهاء الحرب.

 

في ظل هذه التوترات، صدرت تقارير إعلامية عن موقع أكسيوس تشير إلى أن بايدن قدم صيغة جديدة لمقترحه. علينا أن نتذكر أن مقترح بايدن تضمن ثلاث مراحل: الأولى تشمل هدنة لمدة 6 أسابيع تنسحب فيها قوات الاحتلال من المراكز السكانية في غزة، وتتضمن تبادل المحتجزين وإدخال مساعدات إنسانية. الثانية تشمل مفاوضات بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية. الثالثة تتضمن إعادة إعمار كبرى لغزة وإعادة رفات المحتجزين إلى عائلاتهم.

 

نتنياهو، كالعادة، أكد أن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، مشيرا إلى تدمير حماس وإطلاق سراح المحتجزين وضمان عدم تشكيل غزة تهديدا لإسرائيل. ولكنه أشار مؤخرا إلى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة.

 

وفقًا للتقارير الإعلامية، تتركز صيغة بايدن الجديدة على المادة الثامنة في المقترح السابق، المتعلقة بالمفاوضات بين إسرائيل وحماس خلال المرحلة الأولى. هذه المادة تشمل تحديد شروط دقيقة للمرحلة الثانية لتحقيق هدوء مستدام في غزة. حماس ترغب في أن تركز المفاوضات على عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، بينما تريد إسرائيل إثارة مسألة نزع سلاح غزة.

 

السؤال الكبير هو ما إذا كانت الصيغة الجديدة للمادة الثامنة ستعمل على تقليل الفجوة بين الجانبين وتؤدي إلى بدء التفاوض وتنفيذ المقترح لإنهاء الحرب قبل أن تتسع جبهات الصراع، خاصة في ظل التوترات مع حزب الله وإسرائيل. الأيام المقبلة ستكشف لنا ذلك، وإن كنت أرى أن نتنياهو سيستمر في المراوغة، والولايات المتحدة ستستمر في سياسة الخداع الاستراتيجي، مما قد يدفع المنطقة نحو حرب إقليمية.

في الختام، يبدو أن مستقبل السلام في غزة معلق بين تعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية وتزايد الضغوط الدولية لإنهاء الصراع. على الرغم من المبادرات والمقترحات المطروحة، يبقى السؤال حول مدى جدية الأطراف المعنية في السعي نحو حل دائم. إن التوصل إلى اتفاق يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية وتنازلات من الجانبين. فالعالم يراقب، والأمل في تحقيق السلام يجب ألا يتلاشى. إن استمرار هذا النزاع لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة والدمار، مما يجعل الحاجة إلى حل عادل وشامل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

Exit mobile version