د. حمد الكواري:
ما أحوجنا إلى كلّ رافد يدعم لغتنا العظيمة ويوطّد أركان هويتنا
إن جمال الكتابة هو لسان اليد وجمال الفكر..
علي بن أبي طالب
كم كنت سعيدا وأنا ألبي دعوة أخي العزيز سعادة غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية لحضور إطلاق مسابقة الخط العربي الرقيم 1 تحت عنوان:
”سطر ذهبي في هوية أمة عريقة”
وكم هو معبّر عن هذا العنوان ودالّ على رؤية عميقة لدور الخط في حضارتنا، وصلته الوثيقة بتميّز هويتها قياسا بهويات أمم أخرى.
وسررت باختيار مركز عبدالله بن زيد آل محمود، والدنا وعالمنا الجليل رحمه الله مقرا للحفل، وكان حفلا بهيجا أنيقا يليق بموضوعه الخط العربي، فالخط العربي فن عظيم مرتبط بحضارتنا الإسلامية بما يحمله من ارتباط بكتابنا المقدس، وبتراثنا وعمارتنا وقيمنا الثقافية .
ولقد تألق وتطور الخط العربي عبر مسيرة الحضارة الإسلامية وتنوّعت أنواعه وأشكاله وبرز في تاريخها العريق خطاطين عظام، حتى أصبح الخط فنا من الفنون وصناعة أيضا، وللخط العربي مكانته بين الفنون في الدوائر الفنية في كل مكان، وقد أثّر في حركة الفنون التشكيلية العربية المعاصرة وبرز خاصة مع تيار الحروفية العربية حين بحث الفنانون العرب على بلورة هويّة مخصوصة للوحتهم العربية.
وإن ارتباط هويتنا ب القرآن الكريم واللغة العربية وتراثنا العريق تتطلب الوعي بأهمية الخط العربي وجماله وبذل كل الجهود والمبادرات للحفاظ على هذا الفن، كما يتطلب اهتمام مؤسساتنا الثقافية والتعليمية به، وتوعية الأجيال بكل هذه الأبعاد للخط العربي بأشكاله ودوره ومدارسه المختلفة.
والاهتمام بالخط العربي ليس مقصوراً على خطاطيننا في العالم العربي الإسلامي، بل أعرف خطاطين كبارا في العالم، ليسوا عرباً أو مسلمين، بل لا يعرفون اللغة العربية ولكنهم، يقدمون أجمل الخطوط العربية وحضرت لهم معارض في اليابان والصين وفرنسا، فاستلموا من الخط العربي مفرداتهم التشكيلية ووجدوا فيه جمالية تتجاوز العصور وتلفت انتباه المشاهدين من غير العرب أو المسلمين.
وحسنا فعل القيمون على المسابقة بتحديد الأهداف التي حددوها لمسابقة الرقيم١ وهي:
- الحفاظ على اللغة العربية وخدمة القرآن الكريم
- تأكيد دور الخط العربي كفن وإثراء هويته وأشكاله
- ترسيخ الوعي بأهمية الخط العربي، بوصفه مظهرا للجمال والإبداع الحضاري المتواصل
وكلي ثقة أن القائمين على المسابقة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومن متاحف قطر وبالذات المتحف الإسلامي قطر ستجد التجاوب والصدى المطلوب.
وبدوري أشير إلى أننا في مكتبة قطر الوطنية، نولي الخط العربي جل اهتمامنا ولدينا مخزونا من الوثائق واللوحات الجميلة ذات العلاقة به ونضع الخط العربي في كل برامجنا، ونسعى لتحقيق الأهداف التي تسعى اليها مسابقة الرقيم ١.
وكل مجهود يدعم حضور الخط العربي يصبّ في تعزيز اللغة العربية التي تواجه تحديات كثيرة؛ وما أحوجنا إلى كلّ رافد يدعم هذه اللغة العظيمة ويوطّد أركان هويتنا.
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية