الهديل

خاص الهديل: الصفقة الجديدة بين حماس وإسرائيل تحتاج لحسم تفاصيل تكمن بداخلها شياطين نتنياهو

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

وفق ما يتسرب عن صفقة تبادل الأسرى ووقف النار بين حماس وإسرائيل التي يجري منذ يوم أمس التداول بها؛ فإن الجديد فيها هو ثلاثة أمور على الأقل:

الأمر الأول وفيه نقاط إيجابية لحماس؛ وبضمنه يبدو أنه تم الاتفاق على تفاصيل أساسية ذات صلة بالمرحلة الأولى التي يسمونها بالمرحلة الإنسانية؛ وبموجبها ستطلق حماس ٢٢ أسيراً إسرائيلياً؛ ولكن حماس لن تكون ملزمة قبل إطلاقهم بالكشف عن كَم عدد الأحياء أو الأموات بينهم.. 

كما أن إسرائيل تراجعت عن وضع فيتو على أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم؛ حيث أعطيت حماس لوحدها مع فصائل فلسطينية أخرى حق تسمية الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم بموجب الصفقة الجاري التفاوض على تظهير نسختها النهائية..

الأمر الثاني الجديد في الصفقة ينسجم مع ما تطلبه تل أبيب ويعد تنازلاً من جانب حماس؛ ومفاده موافقة الأخيرة على أن لا تتضمن الصفقة ضمانات دولية بوقف الحرب وهو أمر كانت تصر عليه حماس سابقاً..

الأمر الثالث الجديد في الصفقة هو أن حماس تنازلات عن مطلبها بانسحاب إسرائيل من كل قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من الصفقة؛ وقبلت بأنه “قد” يكون هناك انسحاب في المراحل التالية من الصفقة.

والواقع أن هذه النقطة تفتح الباب أمام احتمال أن يعود نتنياهو لاستئناف الحرب ضد غزة حينما يريد؛ وذلك من خلال افتعال حالة يقول فيها أن حماس أخلت بتطبيق التزاماتها في الاتفاق..

وإلى جانب هذه النقطة التي لا تزال مفتوحة على حالة من الغموض والإبهام؛ هناك أيضاً عدة أمور لا تزال غير واضحة، كمثال عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم بمقابل الـ٢٢ أسير إسرائيلي؛ وكمثال إسم البلد الذي قرر نتنياهو أن يرسل الوفد الإسرائيلي المفاوض إليه، هل هو باريس أم الدوحة أم القاهرة(؟؟)؛ والنقطة الأخرى التي لا تزال غامضة هي هل سيعطي نتنياهو الوفد المفاوض صلاحيات كاملة، أم أنه سيكون بحاجة للعودة إليه عند طرح كل موضوع للحسم خلال جولة التفاوض.

كل ما تقدم أعلاه من معلومات حول الصفقة الجديدة مصدرها مصادر الإعلام العبري حسبما نقلها خلال الساعات الـ٢٤ الماضية عن لسان مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي؛ وحتى الآن لم يصدر عن حماس تأكيد بخصوص أن اتفاق الصفقة الجديد ينص فعلاً على النقاط الواردة في الإعلام الإسرائيلي هذا الصباح.

وليلة أمس تحدثت مصادر فلسطينية عن موافقة حماس على نص الصفقة الجديدة؛ وأشارت هذه المصادر إلى أن النص الجديد عالج نقاط تحفظ حماس؛ خاصة تلك النقطة التي وردت في المادة ٨ والمتمثلة بعبارة بحث موضوع الأسرى في المرحلة الثانية وما شابه؛ وطلبت حماس شطب عبارة وما شابه من الفقرة؛ والسبب هو أن إسرائيل قد تستخدم هذه العبارة لطرح مواضيع أخرى تضمرها.

بخلاصة أولية يمكن القول أن الصفقة تحمل جديداً يشكل بلا شك بالنسبة لحماس بعض المخاطر؛ خاصة في موضوعي عدم وجود ضمانات كافية لاستمرار وقف النار من جهة وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من حهة ثانية؛ وبالمقابل فإن الاتفاق الجديد يحمل مخاطراً على نتنياهو الذي قد يلجأ شركاؤه المتطرفون إلى فسخ الشراكة الحكومية معه اعتراضاً على موافقته على الصفقة.

وما يمكن استنتاجه حتى الآن هو أن الصفقة بنسختها الجديدة تسير في بدايات تبلور الموافقة النهائية عليها. ولكن حتى الآن لا يزال هناك حاجة للاتفاق على تفاصيل قد يكمن بداخلها شياطين نتنياهو..

Exit mobile version