الهديل

خاص الهديل: صفقة من دون تعهد إسرائيلي بوقف الحرب: هل تنازل السنوار أم أنه لم يعد موجوداً على رأس قيادة حماس؟؟!!.

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

حصل تنازل من قبل حماس في موضوع شرطها الأساسي الذي يطالب إسرائيل بالموافقة المسبقة أو التالية على وقف الحرب قبل توقيع اتفاق الصفقة. 

وضمن إطار نسخة موقفها الجديد من الصفقة، باتت حماس لا تطلب من تل أبيب التعهد بوقف نار دائم؛ بل تطالبها بأن عليها أن توافق على أنه طالما أن هناك تفاوضاً جارياً خلال عملية الانتقال من مرحلة إلى مرحلة لاتمام الصفقة، فإنه لا يتوجب على إسرائيل العودة للحرب..

.. بمقابل ذلك تقول إسرائيل أنه في حال أخلت حماس بتعهداتها تجاه الصفقة، يحق لها العودة للحرب.

.. “لعبة الهرة والفأر” مستمرة؛ حيث نتنياهو يريد صفقة إطلاق الأسرى من دون تعهد بوقف الحرب بعد إطلاقهم؛ وحماس تحت ضغط الوسطاء والنصائح قررت الموافقة على التخلي عن شرطها حول وقف الحرب؛ واستبداله بمطلب إعلامي ومعنوي عنوانه أنها تسعى “لوقف العدوان”.

والواضح أن حماس تجاوبت مع فكرة طالما طرحها الوسطاء، وهي تتألف من عدة نقاط متداخلة وكلها تدعو حماس للقبول بصفقة تبادل للأسرى من دون أن تتضمن تعهداً واضحاً ومكتوباً حول وقف الحرب..

من هذه النقاط القول أن موافقة حماس ستحرج نتنياهو الذي ضمناً لا يؤيد صفقة؛ ونقطة ثانية تقول أن قبول حماس بالصفقة كما هي، سيجعل نتنياهو مجبراً على القبول بها ما سيقود إلى انسحاب سموتريتش وبن غفير من حكومته؛ وهذا التطور سيؤدي إلى انهيار حكومة أقصى اليمين، ما سيسمح ببدء مسار الذهاب إلى حكومة غانتس، أو إلى حكومة تكتل اليمين الجديد.. وبكلام آخر تكون حماس هي التي أخرجت حكومة أقصى اليمين من الحكم في تل أبيب، بدل أن تكون حكومة أقصى اليمين الإسرائيلية هي التي أخرجت حماس من حكم غزة..

نقطة ثالثة يتم عرضها أمام حماس لدفعها للقبول بصفقة فيها وعود من خارجها بوقف الحرب، وليس كبند مكتوب في نصها.. مضمون هذه النقطة تتحدث به إدارة بايدن التي ترى أن بدء مسار التفاوض على تنفيذ الصفقة سيخلق دينامية وقف نار تتحول مع الوقت إلى وقف نار دائم.. وبحسب هذا المنطق فإن نحو شهرين من التفاوض على إطلاق الأسرى وإدخال المساعدات، وذلك في ظل وقف النار، سيخلق مزاجاً دولياً ومزاجاً داخل إسرائيل لا يتقبل العودة للحرب..

السؤال الآن هو هل اقتنعت حماس بهذه التبريرات، ما جعلها تقبل بالصفقة من دون أن تتضمن شرطها الأساس وهو وقف النار الدائم؟؟.

هناك تساؤل أساسي في هذا المجال وهو هل يحيى السنوار وافق فعلاً على الصفقة الخالية من شرط وقف النار(؟؟)؛ أم أن الموافقة صادرة فقط عن قيادة حماس في الخارج؛ فيما السنوار ينتظر ليرى ما سيحصل في الأيام التالية؛ ليخرج ويقول كلمة الفصل؟؟ 

بعض المراقبين يعتبرون قبول حماس بصفقة تبادل الأسرى من دون أن تتضمن ضمانة وقف الحرب، قد يؤشر إلى واحد من أمرين إثنين هامين: 

الأول أن يكون السنوار قد شعر بضغط غير عادي واستثنائي ما جعله يتراجع عن شرط وقف الحرب..

الثاني أن يكون السنوار – لسبب ما – أصبح غير موجود على رأس قيادة حماس؛ أو أصبح خارج القدرة على احتكار قرار حماس الاستراتيجي، وهذا ما يفسر لماذا الآن تقبل حماس ما كانت رفضته بإصرار طوال الأشهر التسعة الماضية؟؟!!. 

.. وبهذا المعنى فإن قبول حماس بالصفقة الخالية من ضمانة بوقف الحرب، يطرح سؤالاً أساسياً عن مصير السنوار: بمعنى هل لا يزال هو المسيطر على قرار حماس، أم أنه بشكل ما، تم إبعاده؟؟

والمنطق الذي يوجه طرح هذا السؤال هو أن قرار موافقة حماس على الصفقة كما هي مطروحة الآن، لا يشبه (أي هذا القرار) شخصية السنوار المعروفة بالتشدد في مواقفها، والمعروفة بأنها تتثبث بالوقوف عند الثوابت الاستراتيجية التي تعتبر ضمانة وقف الحرب هي أبرزها.

Exit mobile version