الهديل

الهجرة النبويّة الشّريفة”.

كتب القاضي م جمال الحلو:

“الهجرة النبويّة الشّريفة”.

الهجرة النبويّة الشريفة حدثٌ تاريخيٌّ مفصليٌّ في تاريخ الأمّة الإسلاميّة، وذكرى في غاية الأهمّيّة عند جموع المسلمين. ويُقصد بها هجرة النبيّ العربيّ محمّد وأصحابه من مكّة إلى يثرب (والتي سُمّيت بعد ذلك بالمدينة المنورة). وقد كانت الهجرة بسبب ما كان يتعرّض له المسلمون من ضغوطات وأذى، وما عانوه من ويلات العذاب المرّ من زعماء قريش، خاصّة بعد وفاة عمّ الرسول أبي طالب، “كافله ومؤيّده ونصيره”.

لقد حدثت الهجرة في عام 14 للبعثة النبويّة، الموافق لـ622 م، وقد استمرّت هجرة من يدخل في الإسلام إلى المدينة المنوّرة وكانت واجبة على عليهم.

ومن المعلوم أنّ الكثير من الآيات قد نزلت تحثّ المسلمين على الهجرة حتّى فتح مكّة في سنة 8 هـ.

وفي سنة 17 هـ اعتمد أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاّب (بعد استشارته سائر الصحابة في زمن خلافته) التأريخ الهجريّ بداية من غرّة شهر محرّم.

وبذلك أصبح الأوّل من شهر محرّم من العام الأوّل للهجرة النبويّة بدء التقويم الهجريّ، وصار مثل هذا اليوم من كلّ سنة “رأس السنة الهجريّة”.

هذا وقد دخل الرسول والمهاجرون معه يثرب عبر مكان يُطلق عليه ثنيّات الوداع؛ وعُرف عنه في الجاهليّة أنّه وكر للفساد وتدبير للمؤامرات من قبل اليهود، وملاذ لقطّاع الطرق واللصوص، ومكان تلفّه أسطورة “أنّ الذي يمرّ منه عليه أن يودّع الحياة”…

فوجئ المستقبلون بدخول النبيّ العربيّ محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام عبر هذا المكان. وقد جرت له مراسم استقبال حاشدة حيث راح الأهالي يهلّلون ويكبّرون ويُنشدون:

“طــلــع الـبـــدر عـليــنا مـن ثنيّـات الوداع..

وجـب الشكر عـلـيـنا مــــا دعــــا لله داع..

أيّهـا المـبعـوث فـيـنا جئت بالأمر المطاع”.

وقد غدت هذه الأنشودة الجميلة لازمة يردّدها المسلمون عبر السنين في كلّ احتفال بالهجرة النبويّة الشريفة.

كلّ عام والجميع بألف خير.

Exit mobile version