الهديل

خاص الهديل: اليمين الصاعد في أوروبا والعالم: تحولات سياسية وتأثيرات عالمية

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى

تعيش أوروبا والعالم في فترة من التحولات السياسية العميقة، حيث تشهد ارتفاعا ملحوظا في دعم التيارات اليمينية. هذه التحولات ليست مجرد تغيرات في النظام السياسي، بل تمثل تحديات جوهرية تؤثر على السياسات الداخلية والخارجية للدول، وتترك أثرا على الاقتصادات العالمية وحتى على النزاعات الإقليمية.

هذه الموجة الجديدة التي اجتاحت أوروبا والعالم، شهد معها اليمين ارتفاعا ملحوظا في أوروبا، في حين يُعد دونالد ترامب لجولة ساخنة في الولايات المتحدة، يتحدى فيها جو بايدن والديمقراطيين بعد مناظرة أربكت صفوف الديمقراطيين ومنحت الجمهوريين أملاً في استعادة السلطة الرئاسية. في الوقت نفسه، غادر حزب المحافظين السلطة بعد 14 عاما، بعد أن فاز حزب العمال بشكل ساحق في الإنتخابات العامة في المملكة المتحدة، مما أدى إلى تعيين كير ستارمر رئيسا للوزراء وإنهاء حقبة شهدت خمسة قادة مختلفين من المحافظين في البلاد، أخرهم ريشي سوناك.

التحولات والتفاعلات تزايدت منذ العقد الأخير من القرن العشرين، مع صعود واضح لتيارات اليمين في أوروبا؛ ففي عام 2017، شهدت فرنسا ارتفاعاً في اليمين خلال الانتخابات، مما هدد التحالفات السياسية التقليدية وأثر بشكل كبير على السياسات السائدة. هذه التحولات تؤثر أيضا على المناظر السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى مستقبل النزاعات المستمرة، مثل تلك في أوكرانيا.

في الانتخابات الأوروبية الأخيرة في يونيو الماضي، سجلت الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب كبيرة في البرلمان الأوروبي، حيث حصلت هذه الأحزاب على المرتبة الأولى في فرنسا وإيطاليا والنمسا، وجاءت ثانية في ألمانيا وهولندا، مما أحدث زلزالا سياسيا في فرنسا. هذا التحول يُثير قلقا في أوروبا حيال تأثيراته على السياسات والاقتصاد، وحتى على مستقبل النزاعات المستعرة.

يعود قلق إيمانويل ماكرون والقادة الأوروبيون من صعود اليمين إلى أجندته في مسائل سياسية واقتصادية، داخليا ودوليا، مما يعزز من سلطة الدولة القومية ويقلص سلطات الاتحاد الأوروبي في مجالات متعددة، بما في ذلك ملفات الهجرة واللجوء التي تؤثر بشكل كبير على السياسات الأوروبية المشتركة.

في فرنسا، حقق اليمين فوزا في الجولة الأولى من الإنتخابات التشريعية، مما يعكس دعما قويا من الناخبين لآفاق اليمين. وفي هولندا، أعلن زعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز عن رغبته في الانضمام إلى مجموعة برلمانية أوروبية جديدة تضم أحزابا يمينية من أكثر من دولة.

تترافق هذه التحولات مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإمكانية عودة دونالد ترامب، مما يظهر تحولاً عميقاً في الديناميكيات السياسية العالمية، مع تأثيرات محتملة على المشهد الإقليمي والدولي بما في ذلك في الشرق الأوسط.

هذه التحولات العاصفة في المجتمع والسياسة تعكس تحولًا عميقًا في المشهد العالمي، مما يعزز من الحاجة إلى فهم أعمق وتحليل أدق لتأثيراتها المحتملة في المستقبل القريب.

في الختام، يظهر لنا صعود التيارات اليمينية في أوروبا والعالم كفرصة لفهم أعمق للتحولات التي تشهدها المجتمعات اليوم. إنها دعوة لمزيد من النقاش والتفكير حول كيفية التعامل مع هذه التحديات بشكل مبني على المعرفة والحوار المفتوح، بهدف بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للجميع.

Exit mobile version