الهديل

الحلبي: إننا على بعد خطوة من إنجاز المناهج الجديدة

 

الحلبي: إننا على بعد خطوة من إنجاز المناهج الجديدة

ترأس وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي اجتماع “الهيئة العليا للمناهج التربوية” الذي عقد في مطبعة “المركز التربوي” في سن الفيل، بحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور بسام بدران، المدير العام للتربية عماد الأشقر، رئيس جامعة القديس يوسف ورئيس “رابطة جامعات لبنان” الأب الدكتور سليم دكاش، المفتشة العامة التربوية الدكتورة فاتن جمعة، رئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” السيدة بهية الحريري، المديرة العامة للتعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري ممثلة بالدكتور أسامة غنيم، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، منسق “اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة” الأب يوسف نصر واعضاء الإتحاد، وأعضاء اللجنة العليا للمناهج واسرة المركز التربوي.

 

بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيب من منسق أمانة سر المناهج أكرم سابق، افتتح الوزير الحلبي الإجتماع بكلمة قال فيها:

 

“بين أيديكم اليوم جوهرة ثمينة يعكف خبراء على صقلها لتأخذ شكلها النهائي، وعليكم أن تشاركوا في الرأي والتوجيه، لكي ينجح الخبراء في هندسة الجوهرة وتلميعها. إن تطوير المناهج التربوية يسير على الرغم من كل الحروب والتهديدات والمخاطر. وكما تمت الإشارة إليه بأنه أصبح في مرحلة تدريب المتخصصين على آلية صياغة موحدة لمصفوفة المدى والتتابع، وهنا يأتي دوركم لإعطاء اللمسات الأخيرة للمرحلة الراهنة”.

 

اضاف: “لقد تقدمنا خطوات كبرى في مسيرة اعداد المناهج الجديدة انطلاقاً من بنود الاطار الوطني لمنهاج التعليم ما قبل الجامعي وروحيته. محطتنا اليوم تكتسب أهمية استثنائية في المواكبة لتخطي الصعوبات والأزمات ولتكريس فعل إيماننا بالتربية كطريق للنهوض. إن إطلاقنا للإطار الوطني اللبناني قبل أكثر من عام ونصف العام بعد نقاشات معمقة من التربويين والمتخصصين والخبراء ساهموا مع اللجان المشكلة و”الهيئة العليا للمناهج” في إخراج وثيقته التاريخية، فتح الطريق لإعداد مناهج تعليمية تجيب عن تحديات القرن الحادي والعشرين. ومسؤوليتنا اليوم هي مواكبة التحديث في التربية بكل شفافية، ووضع طرائق تعليم جديدة في كل المجالات، لتتماشى مناهجنا مع حاجات سوق العمل، وتهدم الحواجز الفاصلة بين المدرسة والمجتمع، وتحرير الإبداع ودعم الابتكار من خلال الغوص في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”.

 

وتابع: “إننا اليوم على بعد خطوة من انجاز المناهج الجديدة بعد اعداد الأوراق المساندة وتدريب المتخصصين على اعداد المواد. وإذا كان رهاننا السابق في محله أمام تحدي انجاز مهمة كبرى على مستوى الوطن والاستجابة لرغبات الجيل الجديد، فإن دوركم لا يقل أهمية في تحقيق إنجاز جديد. ولا أخفي عليكم أن الأزمات التي تلاحقنا في البلد والتي انعكست على التربية، حفزتنا على مواجهتها أولاً بإرادة صلبة والعمل لخدمة التربية واصلاحها وتطويرها. فالمناهج التربوية الجديدة انطلاقاً من مرجعية الاطار الوطني ستكون معكم على قدر عال من المرونة والحداثة متعددة الأبعاد تجمع بين المواطن الفرد والخيارات الاجتماعية وتجيب على كل القضايا التي تعني لبنان”.

 

واردف: “لقد قررنا منذ اليوم الأول لتسلمنا مسؤولية وزارة التربية والتعليم العالي، أن ننهض بالقطاع ونعمل يداً واحدة على تطويره وتنقيته لأن التربية هي الكنز الوحيد المتبقي لنا، والذي نتقن صنعته ونبدع في الترقي به، لكي يرتقي بالمجتمع ونخرج للداخل والخارج أفضل الموارد البشرية، هذه الموارد التي نعول عليها لاستعادة لبنان موقعه ودوره وقدرته على النهوض والتحليق عاليا. خرجنا بالأمس من تحدي إجراء الامتحانات الرسمية، ونتابع التصحيح لاصدار النتائج. وبدأنا العمل على المدرسة الصيفية من أجل تعويض الفاقد التعليمي الذي تسبب به الاقفال والمرض والاضراب وقبله الكورونا”.

 

وقال: “ونحن لا نزال في قلب التحديات لإنجاز تطوير مناهجنا، ونحتاج إلى تجديد الطاقم التعليمي وفتح الملاكات لاستقطاب دم جديد بعد خسارة آلاف الأساتذة والمعلمين بالتقاعد والاستقالة والاستيداع والوفاة. لذلك أدعو “الهيئة العليا للمناهج” لكل ما تضمه من شخصيات مسؤولة ومتميزة، إلى إعطاء الرأي المسؤول الذي يتيح أمامنا الاستفادة من أي ملاحظة قبل ان نبدأ عملية التدريب على روحية صياغة مصفوفة مناهج المواد التعليمية على امتداد سنوات الدراسة”.

 

اضاف: “إننا في وزارة التربية والتعليم العالي و”المركز التربوي للبحوث والإنماء”، وسائر مديرياتها العامة في التعليم المهني والتقني والتعليم العالي والجامعة اللبنانية، نلتزم سياسة الحكومة اللبنانية بتوفير التعليم للجميع، وبالتالي فإننا نطبق القوانين والأنظمة النافذة وقرارات مجلس الوزراء ذات الصلة، ونأمل بأن تصل المساعي الوطنية والعربية والدولية إلى مرحلة يمكن من خلالها عودة النازحين بصورة آمنة وكريمة إلى وطنهم، لأننا نعاني من عبء هذا الملف بما يفوق طاقتنا، خصوصا في ظل تراجع التمويل الدولي وتقلص الدعم المقرر لتعليم اللبنانيين وغير اللبنانيين”.

 

وختم: “من جرحنا النازف في الجنوب خرج أبناؤنا إلى مراكز الامتحانات الرسمية وكانوا الأكثر حضورا والأقل تغيبا، ونأمل بأن ينجح كل مستحق، وقد صاغ المركز التربوي توصيفات جديدة للامتحانات الرسمية كانت منصفة للجميع.ومع المناهج المطورة والتقويم بالكفايات، نأمل بأن نصل إلى اختبارات مدرسية وامتحانات رسمية متطورة، تغير ثقافة الحفظ والحشو وتنتقل بتلامذتنا نحو التحليل والبحث والتفكير النقدي. شكرا للمركز التربوي للبحوث والإنماء برئاسة البروفسورة هيام إسحق وفريق العمل الزاخر بالكفاءات والقدرات. وشكرا للمديرية العامة للتربية بإدارة الأستاذ عماد الأشقر وفريق العمل الذين شاركوا بكل الخطوات. وشكرا لجميع الباحثين والخبراء والتربويين واللجان، على ما وصلنا إليه”.

 

ثم تحدثت رئيسة المركز التربوي هيام إسحق فقالت: “يشرفنا أن يلتئم عقد “الهيئة العليا للمناهج”، المناط بها مرجعية الاطلاع وإبداء الرأي، في ما وصل إليه مشروع تجديد مناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، لا سيما وأننا بلغنا مرحلة اختيار الكوادر المتخصصة بصوغ المناهج، وقد عمدنا إلى تأجيل عملية تدريبهم بهدف الاطلاع على آراء أعضاء الهيئة العليا قبل الدخول في مرحلة التدريب وبداية الصياغة. إلتزمنا أمام معالي الوزير وأمام أنفسنا، بأن نعمل من دون توقف أو كلل، لإنجاح المناهج الجديدة وننطلق في عملية صياغة مصفوفة المدى والتتابع، وبالتالي إقرار تفاصيل المناهج بمرسوم في مجلس الوزراء، لتصبح جاهزة لتأليف الكتب المدرسية من جانب القطاعين العام والخاص”.

 

اضافت: “لقد أنجزنا الإطار الوطني وأوراق السياسات المساندة له، وبالتالي فإن ما سنتوقف عنده اليوم مهم جدا لناحية السلّم التعليمي وتنظيم السنة الدراسية، والمقاربة بالكفايات ومن ثم سياسة التقويم. إنها روحية التجديد التربوي وهي ترجمة لكل المفاهيم التي يحملها المنهاج المطور. ما كنا لنصل إلى هذه المرحلة من التطوير والتجديد، لولا الرعاية والعناية والدعم والاحتضان وفتح الأبواب الموصدة في وجه المشروع، من جانب معالي الوزير الدكتور الحلبي، الذي بذل جهودا مخلصة لتاريخه في الحوار بين الجميع من دون تمييز، ومعبرة عن تصميمه بأن يكون الإنجاز الذي يحمله إلى اللبنانيين هو تجديد المناهج”.

 

وختمت: شكرا من القلب يا صاحب الرعاية والعناية والاهتمام والمتابعة، وشكرا لجميع أعضاء “اللجنة العليا للمناهج، وشكرا للمديرية العامة للتربية بإدارة الأستاذ عماد الأشقر، وشكرا للمفتشية العامة التربوية، وشكرا للمديرية العامة للتعليم العالي، وشكرا للمديرية العامة للتعليم المهني والتقني، وشكرا للمؤسسات التربوية الرسمية والخاصة، وشكرا للجامعة اللبنانية وللجامعات الخاصة، وشكرا للنقابات والروابط، وشكرا لجميع الخبراء الذين شاركوا بكل تفاصيل المراحل المنصرمة وفتحوا قلوبهم وعقولهم ليدخلوا غمار التجديد والتطوير، وشكرا لفريق العمل في المركز التربوي والوزارة وجميع أعضاء اللجان والباحثين والمفكرين منذ البدء حتى اليوم”.

 

بعد ذلك تم عرض فيديو مصوّر حول التطبيق التجريبي للوحدات التعلمية الذي أجري بالتعاون مع المديرية العامة للتربية على عيّنة بسيطة من المدارس الرسمية والخاصة في نهاية العام 2023، والذي ساعد في تحديد عدد من النقاط التي يجب العمل عليها في خلال عملية تطوير المناهج.

 

ثم تحدث المجتمعون عن كل “مفاصل السلّم التعليمي الجديد والمقاربة بالكفايات والتقويم بالكفايات”، وتطرقوا إلى “محاور مثل التثقيف الديني والربط مع التعليم المهني والتقني ومع التعليم العالي”، كما بحثوا في “تعليم اللغة العربية واللغات الأجنبية، وموضوع التلاحم الوطني والتربية الوطنية وانعكاس السلم الجديد على توقيت انصراف التلامذة من المدارس”، وتعمق المجتمعون في “مناقشة روحية المناهج الجديدة وأجمعوا على انها إنجاز في زمن يتدهور فيه الوضع العام بصورة دراماتيكية”، واشادوا “بالجهود المبذولة والأفكار السباقة التي يحملها إلينا المشروع الطموح، وتم تسجيل كل الملاحظات والإستفسارات ليتم الأخذ بكل ما هو صالح منها، كما تم وضع محضر بكل الأفكار التي تم طرحها على ان يعقد اجتماع موسع على مستوى تمثيلي من جانب جميع المعنيين بالتطوير ضمن المواد ومع الجامعات ايضا ضمن فترة محددة لأن الوقت مهم جدا للمضي قدما في كتابة مناهج المواد بصورة نهائية”.

 

ختاما، هنأ الوزير الحلبي رئيسة المركز التربوي إسحق وفريق العمل في المركز والوزارة والجامعات والخبراء والمفكرين الذين “أنجزوا هذا العمل الجبار”، كما شكر جميع الذين ناقشوا وقدموا الملاحظات بكل مسؤولية وحرص، “لكي يأتي الإنجاز مواكبا لتطلعات الأجيال الجديدة التي دخلت مجال استخدام الذكاء ا

لإصطناعي وسبقت أساتذتها”.

 

Exit mobile version