اليكم آخر كلام اسرائيلي عن “امن نصرالله”!
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدث فيه عمّا أسماه بـ”التدخل الإيراني في لبنان”، خصوصاً بعد تولي مسعود بزشكيان رئاسة إيران مؤخراً.
ويقولُ التقريرإنَّ “إحدى الخطوات الأولى التي قامَ بها الرئيس الإيراني الجديد بعد استلامه منصبه إثر انتخابات عامة في إيران، هي إرسال رسالة تشجيع إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله. فعلياً، لقد تعهد الرئيس الإيراني باستمرار دعمه لحزب الله ضد إسرائيل”.
وأكمل: “ماذا يعني هذا الواقع؟ لا شيء ولا شيء.. لا يملك الرئيس الإيراني صلاحية تفعيل القوات العسكرية أو إعطاء توجيهات في المجال السياسي. إنّ صلاحياته تُركز على شؤون إيران الداخلية والأزمة الإقتصادية والقضايا المُلحة المُتعلقة بوضع المرأة وشؤون الجامعات”.
وتابع: “إذا كان الأمر كذلك، فلماذا كلف الرئيس الجديد نفسه عناء إرسال الرسالة إلى حزب الله، والتي تم توزيعها أيضاً في وسائل الإعلام الإيرانية؟ من المرجح أنهم وجدوا، خلف الكواليس، أنه من المناسب التأكيد إثر انتخاب رئيس إصلاحي، على الالتزام الإيراني تجاه نصرالله وقادة حزب الله”.
وأضاف: “من المهم الانتباه إلى عدد الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في لبنان منذ 8 تشرين الأول. حزب الله هو الذي يكشف الرقم المفاجئ: 453 من مقاتلي التنظيم قُتلوا بالإضافة إلى إصابة العشرات. الأمين العام يُصرّ على الادعاء بأن تنظيمه لديه، حتى بعد الاغتيالات، 100 ألف مقاتل، فيما في إسرائيل يصرون على أن هذا الرقم بعيد جداً عن الواقع”.
وقال: “بحسب نصرالله، فإن عدداً كبيراً من المقاتلين يريدون الانضمام إلى حزب الله، بما في ذلك رجال المجموعات المسلحة في العراق وسوريا بالإضافة إلى مُقاتلين في أفغانستان وباكستان فضلاً عن الحوثيين في اليمن. حالياً، فإن القتال – وليس الحرب – ضد إسرائيل، يتركز في الجو، على الطائرات. رغم ذلك، في الوقت نفسه، تم تشديد الإجراءات الأمنية حول نصرالله في الأسبوعين الأخيرين، لم يعد يشعر بأنه محصن ضد محاولة قتل مفاجئة”.
وتابع: “كان آخر من تم القضاء عليه من صفوف حزب الله، ياسر نمر قرنبش، الذي كان الحارس الشخصي لنصرالله، قد لقي حتفه قبل أيام قليلة على حين غرة بعد هجوم دقيق قرب العاصمة السورية. هذا يعني مرة أخرى أن إسرائيل تمتلك أجهزة استخباراتية ممتازة؛ وأن حزب الله يفشل، رغم جهوده، في تخمين متى ستتم عملية اغتيال أخرى؛ وأنه لا يعرف من هو في مرمى الإسرائيليين؛ كما أنهُ غير قادر على إحباط الهجوم”.
وأشار التقرير إلى أنّ إيران أمرت “حزب الله” بعد 7 تشرين الأول بفتح جبهة ضد إسرائيل، مُعتبراً أن “طهران تمنع حزب الله تماماً من الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني. ما يحصل هو أن إسرائيل تُطالب بذلك بينما إيران تمنع الأمر، كما أنها تحظر على حزب الله الاستجاب للمطلب الإسرائيلي”.
وأردف: “بالنسبة للإيرانيين وحزب الله فإن حالة الإرهاق من دون حرب شاملة أدت إلى هروب الإسرائيليين من منازلهم في الشمال هي الحل الأمثل. لا يؤمن مكتب خامنئي بقدرة حزب الله على تحقيق النصر في حرب شاملة، في حين يُفضل الأخير حل الاستنزاف. إن خروج سكان جنوب لبنان من منازلهم هو حلٌّ مُريح للتنظيم.. هكذا يقوم بإخلاء منازل المدنيين وتحويلها إلى مستودعات للأسلحة والذخيرة، وبالتالي تخفي مقاتلي حزب الله على هيئة مدنيين” .
وختم: “ليس من الواضح إلى متى يمكن أن يستمر هذا الوضع المحفوف بالمخاطر. وحتى إسرائيل، رغم الضجيج والتهديدات، لا تريد ولا تستطيع أن تعلن حرباً شاملة على لبنان”.