خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
بعدما أعادت مبادرة تشغيل باصات النقل المشترك، بضخّ الدم في عروق مؤسسة عامة تعيش في غيبوبة منذ عقود، وبعد يومٍ واحد من إطلاقها في مهمة خدمة المواطن اللبناني، تعرضت هذه الباصات للاعتداء و التحطيم بين منطقتي الدورة والكرنتينا، هذا الخبر تصدر وسائل الاعلام في الأيام الماضية، لأن هناك من لا يريد سلطة الدولة لأن هناك مافيات تريد أن تبقى فارضة سيطرتها على كل مفاصل الحياة على حساب وجود الدولة و هيبتها.
هذا الاعتداء حصل بعد يوم من إطلاق وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حمية خطة تسيير حافلات النقل المشترك البالغ عددها 96 باصا على خطوط سيرها المحددة في بيروت أولاً لتليها تباعاً إلى باقي المناطق في كافة الأراضي اللبنانية قبل حلول شهر أيلول المقبل.
في حين كشفت معلومات ان القوى الأمنية أوقفت أحد المعنيين بالتحريض على التهجم على باصات النقل وهو من آل رباح بعدما كانت اوقفت في وقت سابق عاملاً سورياً لديه لتهجمه على حافلة نقل مشترك واعتدائه على أحد ركابها.
احتمال تكرار الاعتداءات يمثّل استهتاراً بدور الدولة، مع أنه ينطلق في الظاهر من الخوف من المنافسة، أي من محاولة حماية لقمة العيش. وهنا يشير بعض أصحاب الباصات العمومية إلى أن “باصات النقل المشترك لن تنافس الباصات العاملة حالياً، سيّما خلال عملها بين مناطق الأطراف. فأغلب الباصات الحالية تعتمد على النقل إلى الأطراف، وربما تمتاز عن باصات النقل المشترك بمرونة الوقت واختيار الركّاب.
الاعتداء على باصات النقل المشترك يمثل تحديًا كبيرًا أمام الجهود الحكومية لتحسين خدمات النقل العام في لبنان. إذ أن استهداف هذه الباصات ر لا يمثل فقط الاعتداء على الممتلكات العامة بل هو استهتار بدور الدولة وسعيها لتقديم خدمات أفضل للمواطنين. ومن هنا على السلطات المعنية اتخاذ خطوات حازمة لضمان حماية هذه الباصات وتعزيز الثقة في قدرة الدولة على فرض النظام وتوفير الخدمات الأساسية لنجاح هذه المبادرة.