“الموت الأزرق”… تفاصيل ما حدث في يوم “العطل التقني”
تسبب عطل تقني عالمي في توقف العمليات في كثير من المجالات، الجمعة، وترتب عليه اضطراب في كل شيء تقريبا، من الرحلات الجوية إلى انقطاع بث عدد من المحطات التلفزيونية، ومن البنوك إلى أنظمة الرعاية الصحية.
“كراود سترايك” شركة أمن سيبراني أميركية من بين الأشهر عالميا، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 83 مليار دولار.
لدى الشركة وفقا لموقعها الإلكتروني، أكثر من 20 ألف مشترك حول العالم.
حسب إشعار أرسلته “كراودسترايك” إلى عملائها صباح الجمعة واطلعت عليه “رويترز”، فإن برنامجها “فالكون سينسور” المستخدم على نطاق واسع يتسبب في تعطل نظام التشغيل “مايكروسوفت ويندوز”، وعرض شاشة زرقاء، تعرف على نحو غير رسمي باسم “شاشة الموت الزرقاء”.
جورج كورتز الرئيس التنفيذي لـ”كراود سترايك” ذكر في منشور على منصة “إكس”، أن الشركة وضعت حلا للمشكلة، قائلا: “هذه ليست حادثة أمنية أو هجوما إلكترونيا”.
مع ذلك لم يتضح مدى سهولة إصلاح الأنظمة المتأثرة عن بُعد، إذ تتسبب “شاشة الموت الزرقاء” في تعطل أجهزة الكمبيوتر عند إعادة التشغيل قبل إمكانية تحديثها.
دانييل كارد من شركة الاستشارات الأمنية السيبرانية “بونديفيند” ومقرها بريطانيا، قال: “في هذه الحالة لا يمكن تحديث الأجهزة تلقائيا، مما يعني أن التدخل البشري مطلوب”.
سياران مارتن الرئيس السابق للمركز الوطني للأمن السيبراني التابع لوكالة الاستخبارات البريطانية المعروفة باسم مكاتب الاتصالات الحكومية، قال إن حجم المشكلة كان هائلا.
على مدى العقدين الأخيرين، باتت الحكومات والشركات على حد سواء تعتمد على نحو متزايد على مجموعة من شركات التكنولوجيا المترابطة، وتسارع الأمر مع جائحة كورونا.
يقول خبراء إن العطل أبرز مخاطر تزايد الاعتماد على الإنترنت حول العالم.
لحماية شبكات الكمبيوتر الخاصة بهم من الاختراق، تستخدم العديد من الشركات منتجا للأمن السيبراني يُعرف باسم “إندبوينت ديتيكشن أند ريسبونس”، أو “إي دي آر”، وهو نظام يعمل فيما يسمى “نقاط النهاية” الخاصة بالشبكة، وهي أجهزة فعلية تتصل بشبكة الكمبيوتر وتتبادل معها المعلومات.
تستخدم شركات مثل “كراود سترايك” منتجات “إي دي آر” الخاصة بها كأنظمة إنذار مبكر في مواجهة الهجمات الرقمية المحتملة وللبحث عن الفيروسات، ومنع المتسللين من الوصول غير المصرح به إلى شبكات الشركات.
لكن في التعطل الحالي، يبدو أن خاصية ما في نظام “كراود سترايك” تتضارب مع شيء في نظام تشغيل “ويندوز”، وتتسبب في تعطل هذه الأنظمة حتى بعد إعادة التشغيل.
أوضح كارد: “مع الانتقال إلى الحوسبة السحابية وفي ظل هيمنة شركات على غرار (كراود سترايك) على حصص سوقية ضخمة، فإن برامجها تعمل على ملايين من أجهزة الكمبيوتر حول العالم”.
أثر العطل التقني العالمي على عمليات في قطاعات متنوعة حول العالم، منها مطارات إسبانية وشركات طيران أميركية ووسائل إعلام وبنوك أسترالية.
تواجه حكومات أستراليا ونيوزيلندا وعدد من الولايات الأميركية مشكلات، فيما أوقفت “أميريكان إيرلاينز” و”دلتا إيرلاينز” و”يونايتد إيرلاينز” و”أليغانت إير”، رحلات، مشيرة إلى أعطال تقنية.
في بريطانيا توقفت “سكاي نيوز”، إحدى القنوات الإخبارية التلفزيونية الرئيسية في البلاد، عن البث لساعات، الجمعة، قبل عودة الخدمة