عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة العراقية محمد شيّاع السوداني اجتماعا ثنائيا في مقر رئاسة الحكومة في بغداد . وتناول البحث العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها ومسارات تعزيز الشراكة الاقتصادية، والاتفاق الثنائي بشأن توريد النفط العراقي الى لبنان، بالاضافة إلى بحث الأوضاع في المنطقة وآخر التطورات السياسية والأمنية فيها.
كما جرى التأكيد على استمرار مساعي الجهات الحكومية في البلدين لحل مشكلة التأخير في انجاز معادلات الشهادات للطلاب العراقيين، والتي تعود الى فترات الأزمات الصحية والاقتصادية التي أعاقت عمل الإدارات العامة في لبنان.
وأشار رئيس الحكومة العراقية” الى ان مواقف العراق من لبنان تنبع من الالتزام والأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ومن الدور الإقليمي والدولي المسؤول الذي يتخذه العراق إزاء تطورات المنطقة”، مشدداً “على ضرورة وقف العدوان على لبنان وفلسطين، وبذل الجهود للحيلولة دون اتساع الصراع إقليميا وسقوط المزيد من الضحايا والشهداء الأبرياء”.
بدوره اعرب الرئيس ميقاتي عن تقديره لجهود السيد السوداني وخطوات الحكومة العراقية في دعم العلاقات الاقتصادية مع لبنان”، مثمناً “الجهود العراقية الداعمة للتقارب والإستقرار إقليمياً ودولياً”، مؤكداً “استمرار العمل باتفاقيات التبادل الاقتصادي والتجاري، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في البلدين، ودراسة إمكانية الدخول في مشاريع تتضمن إنشاء مدن صناعية عراقية في لبنان، وتنويع مجالات الفرص الاستثمارية المتبادلة”.
كما اكد”رفع مستوى التعاون والتنسيق الأمني مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة تجارة المخدرات، وأهمية استكمال التحضيرات الثنائية لانعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية ايلول المقبل”.
وجدد دعوة رئيس وزراء العراق لزيارة لبنان “في الوقت الذي يراه مناسبا”.
وأدلى رئيس الحكومة بعد الاجتماع بالتصريح الاتي:سعدت هذا الصباح باللقاء مع دولة الرئيس محمد شياع السوداني ومعالي الوزراء.
اولا اود أن اعرب عن سروري والوفد الوزاري لزيارة العراق الشقيق واعتزازنا بالعلاقات الوطيدة والتاريخية بين بلدينا في مختلف المجالات. ونحن نقدر عاليا وقوف العراق الشقيق دائما الى جانب لبنان في المجالات كافة، ونشكر لدولة الرئيس متابعته الحثيثة لكل ما من شأنه إن يدعم لبنان ويساعده على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها، لا سيما لجهة توفير المساعدات في مجالات عديدة وأبرزها النفطية لتشغيل محطات انتاج الطاقة الكهربائية.
كما بحثنا في سبل تعزيز العلاقات الثنائية على الصعد كافة، عرضنا الموقف من الاحداث الجارية في فلسطين والحرب في غزة وكان هناك تطابق في الموقف لجهة اولوية وقف العدوان الاسرائيلي واعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
كذلك تناولنا بالبحث الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ولا سيما على الجنوب والاضرار المادية والبشرية التي يتكبدها لبنان من جراء هذه الاعتداءات والدعم المطلوب لاعادة الإعمار واستعادة دورة الحياة في قرى المواجهة اللبنانية.
كذلك ثمنا الجهود العراقية الرامية الى فتح قنوات التواصل بين مختلف دول الجوار وحل الخلافات بينها.
كما تطرقنا الى تعزيز التنسيق الأمني والتعاون في مكافحة الارهاب وتهريب المخدرات ودور العراق الرائد المتزامن اليوم مع انعقاد مؤتمر بغداد الاقليمي الثاني لمكافحة المخدرات بمشاركة وفد رسمي لبناني برئاسة معالي وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي.
ايضا تناولنا بالبحث التحضيرات الجارية لانعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية ايلول المقبل والتي ستكون فرصة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز الشراكة بين البلدين. كما تناولنا بالبحث سبل تفعيل قطاع النقل البري والبحري والجوي وفق الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات النقل والزراعة والتجارة.
وشددنا على استمرار مساعي الجهات الحكومية في البلدين لحل مشكلة التاخير في انجاز معادلات الشهادات للطلاب العراقيين والتي تعود الى فترات الازمات الصحية والاقتصادية التي شلت الادارات العامة في لبنان.
تناولنا بالبحث ايضا توسيع حضور الشركات الوطنية في كلا البلدين في مختلف المجالات والخبرات. وثمنا عاليا الرؤية الرائدة التي نشهدها اليوم بفضل حكمة ورؤية الرئيس محمد الشياع السوداني وحكومته، انطلاقا من العاصمة بغداد وعلى امتداد مساحة العراق.
وقد وجهت الدعوة الى دولة الرئيس لزيارة لبنان في الوقت الذي يراه مناسبا.