هل ستندلع الحرب في لبنان والمنطقة؟ إليكم ما قاله تقريرٌ إسرائيليَ!
ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة أنَّ الحرب الإقليمية تطرقُ أبوابنا بالفعل، مشيرة إلى أنَّ استهداف تل أبيب من قبل جماعة الحوثي في اليمن وتوسيع “حزب الله” في لبنان لنطاق نيرانه بالإضافة إلى تصعيد الجماعات العراقية لنشاطها، كلها أمور تُظهر أنه من دون وقف لإطلاق النار في غزة، ستكونُ الحرب الإقليمية أقرب من أي وقتٍ مضى.
ويقول تقرير للصحيفة ترجمهُ “حزب الله” وسّع دائرة النار باتجاه إسرائيل وأضاف المزيد من المستوطنات إلى قائمة أهدافه، وأضاف: “تُظهر هذه التطورات أن استمرار الوضع الحالي يزيد بشكل كبير من احتمال حدوث حرب إقليمية واسعة النطاق. إن معدل إطلاق النار باتجاه إسرائيل من الشمال، من العراق واليمن، يمكن أن يؤدي إلى أضرار تتطلب رداً إسرائيلياً كبيراً، من النوع الذي قد يؤدي إلى تدهور إقليمي يصل إلى ذروته بحملة واسعة”.
كذلك، أوضح التقرير أنهُ حتى لو كانت الأطراف المعنية لا تُريد حرباً شاملة، إلا أنّ اللعب بالنار قد يقود المنطقة إلى ذاك الخيار، وأردف: “حقيقة أن المحور الإيراني يربط مصير الحملة ضد إسرائيل بمسألة وقف إطلاق النار في غزة يعني من ناحية أن التوصل إلى اتفاق في غزة سينهي الحملة الحالية، ولكنه من ناحية أخرى ينص أيضاً على أنه من دون مثل هذا الاتفاق، فإن الحملة الحالية ببساطة لن تنتهي”.
وأكمل: “بطبيعة الحال، الحرب الحالية ليست ثابتة، فكل طرف يرفع مبلغ الرهان لتعزيز ردعه وزيادة الضغط على الطرف الآخر بهدف الاستسلام. هذه الحقيقة تدفع الحوثيين إلى محاولة توسيع قدرتهم على مهاجمة إسرائيل، وتدفع الجماعات الشيعية في العراق إلى مهاجمة إسرائيل كل ليلة تقريباً، ويدفع حزب الله إلى زيادة معدل إطلاق النار ضد المستوطنات الجديدة، فيما تدفع إسرائيل ثمناً باهظاً، خاصة من حزب الله”.
وأردف: “إن القدرة على الحفاظ على الوضع الراهن أمر مشكوك فيه إلى حد كبير. وفي ضوء استعداد كل جانب لتحمل المخاطر في ردوده، وفي ضوء الفهم بأنه بغض النظر عما يحدث على المستوى العملياتي، فلن يستسلم أي من الطرفين حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، في حين أنه قد لا يكون هناك مفر من التصعيد”.
وأشار التقرير إلى أن “المحور الإيراني في المنطقة مُتلزم علناً بمساعدة حركة حماس في حربها ضد إسرائيل غزة، وذلك طالما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار”، وتابع: “من ناحية أخرى، فإنَّ إسرائيل ليست مستعدة لوقف الحرب في غزة، حتى لو زاد حزب الله أو المحور العمليات ضدها”.
وتابع: “في ضوء ذلك، فإن وقف إطلاق النار في غزة ليس مجرد حدث يتعلق بالساحة الفلسطينية. في الواقع، فإن التوصل إلى وقف إطلاق النار أو عدم التوصل إليه سيحدد إلى حد كبير احتمال توسيع الحرب الحالية إلى صراعٍ إقليمي”.
ماذا عن هجوم الحديدة؟
وتطرّقت الصحيفة أيضاً إلى الهجوم الإسرائيلي الذي طالَ اليمن، السبت، مُستهدفاً ميناء الحديدة، موضحة أنّ تسمية “اليد الطويلة” التي أُطلقت على الهجوم اختارها كمبيوتر الجيش الإسرائيلي، وقد تم تنفيذ العملية بعد 9 أشهر ونصف من إطلاق صواريخ وطائرات من دون طيار من إيران وسوريا والعراق وغزة ولبنان واليمن.
وذكرت الصحيفة أن الهجمات التي طالت إسرائيل “أودت بحياة العشرات من الجنود والمدنيين الإسرائيليين في شمال البلاد ومحيط غزة”، وتُضيف: “يقول الجيش الإسرائيلي إن ضربة الحديدة كانت رداً على هجوم مستمر بـ 220 صاروخا وطائرة من دون طيار تم إطلاقهم من اليمن فيما آخر هجوم حصل قبل يومين حينما استهدفت طائرة مُسيرة مدينة تل أبيب”.
وأكملت: “إن الأحداث في اليمن مثيرة للإعجاب.. ففي وضح النهار، اندلعت الكثير من النيران الناتجة عن احتراق الوقود ضمن ناقلات النفط المحترقة. ربما لا يستطيع أي مخرج في هوليوود خلق مثل هذا التأثير الفوتوغرافي”.
وتابعت: “إسرائيل بكل المتحدثين باسمها، تلوم إيران، المسؤولة عن الوضع القتالي والنزيف الذي لا نهاية له في المنطقة برمتها، في غزة، ولبنان، وسوريا، وأيضا في اليمن. وهنا يطرح السؤال لماذا لا تستهدف إسرائيل رأس الثعبان؟
وأضافت: “لماذا من الضروري أن تطير إسرائيل بأسطول من الطائرات المقاتلة إلى مسافة 1700 كيلومتر لتنفيذ هجوم؟ لماذا لا تطير المقاتلات الإسرائيلية 50 أو 70 كيلومتراً إلى الضاحية في بيروت، معقل أمين عام حزب الله حسن نصرالله؟ لماذا لا تُطلى مصافي بيروت بصور النار كما في الحديدة؟ لماذا لا يزال قصر الرئيس السوري بشار الأسد قائماً ومغطى بالرخام الثمين؟”.
وختم التقرير بالقول: “عندما كانت طائرات سلاح الجو في طريقها إلى اليمن، تم إطلاق 45 صاروخاً من قبل حزب الله في أقل من نصف ساعة على كل مستوطنات النزاع في الشمال. هناك، يتساءل السكان، هل دماؤنا تختلف عن دماء سكان تل أبيب؟ أليس قانون كريات شمونة هو قانون تل أبيب؟ صحيح أن إسرائيل تتقاضى ثمناً باهظاً من حزب الله عبر مقتل أكثر من 300 عنصر في صفوفه، ومئات الهجمات، ولكن السؤال هو ما إذا كان هذا كافياً للردع.. دعونا نأمل ألا نصل إلى اختبار إطلاق النار من لبنان إلى تل أبيب”.