“لقد حاربت ضد هيمنة عرق على آخر، والعمل من أجل مجتمع حر وديمقراطي يعيش فيه الناس في وئام وعلى أساس تكافؤ الفرص”
نيلسون مانديلا
تسعفنا الذاكرة بمواقف خالدة فتكون مثل علامات مضيئة في تاريخنا الفردي والجماعي.
لذلك أستعيد واحدة من أهم المناسبات خلال زياراتي في حملتي الانتخابية لـ اليونسكو عام 2016، فقد اخترت جنوب أفريقيا كأول دولة أزورها في حملتي، ومؤسسة مانديلا كبداية لبرنامج الزيارة. كانت تلك الخطوة مهمة في سلسلة زياراتي، وكانت نتيجة تصميم على تحقيق البعد الرمزي للحملة، وتحميلها المضامين القيمية والفكرية التي يعكسها برنامجي.
وها أنا الان أشعر بالاعتزاز أكثر من أي وقت مضى لهذه الزيارة، وجنوب أفريقيا تحتفل بميلاد مانديلا.
وتمر الأيام لأتيقّن من جديد بصحة قراري.
وهاهي جنوب أفريقيا تؤكد التزامها بوعد قائد ثورتها ضد التفرقة العنصرية (نعلم جيدا أن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطنيين).
المناداة بالحقوق لا تتجزّأ، ومن كانت له رؤية مانديلا الواسعة يدرك معنى حقّ الإنسان أينما كان في الكرامة والحرية، وبكل تأكيد سيسجل التاريخ لقيادة جنوب أفريقيا أهم قضية للدفاع عن غزة، بحروف من ذهب.
وتجري انتخابات جديدة مؤخرا وتستمر مسيرة دعم نضال الشعب الفلسطيني .
ويبلغ الوعي والالتزام قمته برفض جنوب أفريقيا أن تنضم دول معينة لدعواها في محكمة العدل الدولية، حماية لعدالة القضية وخشية من التواطؤ وإفساد مبادرتها عليها.
وكم هو رائع الاستمرار في الدفاع عن قضايا الإنسان أن يقود حفيد مانديلا أكبر تظاهرة في تاريخ جنوب أفريقيا ضد التطهير العرقي في غزة، بمناسبة ميلاد جده.
تحية لجنوب أفريقيا شعبا وقيادة لولائها لقائدها التاريخي.
وتحية لـ مانديلا في ذكرى ميلاده.
تحية للمثل العليا التي استطاع الأحفاد المحافظة عليها والسير على خطى الآباء والأجداد الذين آمنوا بالإنسانية الواسعة وناضلوا من أجل خير مجتمعاتهم.
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية
